responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : بحوث في علم الأصول المؤلف : الشيخ حسن عبد الساتر    الجزء : 3  صفحة : 178

بإزاء أحدهما خارجا هو عين ما بإزاء الآخر، و لكن التحليل في هذه الحالة الثالثة أخفى منه في الحالة الثانية، لأنه في الحالة الثانية كانت ذات أوجدها الفعل، و وجود الذات يساعد على التحليل، و هنا في هذه الحالة الثالثة لا ذات أصلا، و لكن التحليل الثالث عين التحليل الثاني، فالعقل و العرف حلّل القيام إلى مرحلتين، مرحلة التكوين و الإيجاد و مرحلة التكوّن و الانوجاد، فالمرحلة الأولى يعبّر عنها بالمصدر، و المرحلة الثانية يعبر عنها باسم المصدر، من دون أن تكون النسبة مأخوذة في المرحلة الأولى و لا في المرحلة الثانية، فالمصدر يوازي الخلق في الحالة الثانية، و اسم المصدر يوازي «زيدا» في الحالة الثانية أيضا، و من هنا كان اسم المصدر أعمق في الاسمية من المصدر، باعتبار شبه اسم المصدر بالأعلام الشخصية «كزيد» الذي يعبّر عن المرحلة الثانية من الحالة الثانية، بينما اسم المصدر يعبّر عن المرحلة الثانية من الحالة الثالثة فهو يوازي الأعلام الشخصية في الحالة الثانية، و لهذا كان أعمق و أوضح في الاسمية من المصدر.

و لا يبعد أن تكون بعض الاعتبارات التي ذكرت، و التي عبّرت عن المصدر بالفعل، و عن اسم المصدر بالانفعال تارة، و بالنتيجة أخرى، يمكن تأويلها و إرجاعها إلى الاعتبار الأخير، فليس مقصودهم أن هناك فعلا، و هناك انفعالا، و نتيجة مغايران للفعل، بل هناك شي‌ء واحد خارجا يحلّل إلى مرحلتين، فيعبّر عن الأولى بالفعل و عن الثانية بالانفعال تارة، و بالنتيجة أخرى.

و بهذا اتضح الفرق بين المصدر و اسم المصدر من دون أن تكون النسبة الناقصة التقييدية مأخوذة في مدلول هيئة المصدر، و بهذا يبطل الوجه الأول للاستدلال على أخذ هذه النسبة في مدلول هيئة المصدر.

اسم الکتاب : بحوث في علم الأصول المؤلف : الشيخ حسن عبد الساتر    الجزء : 3  صفحة : 178
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست