responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : بحوث في علم الأصول المؤلف : الشيخ حسن عبد الساتر    الجزء : 3  صفحة : 124

التلبس بالمبدإ. إذن المشتق يدل على المتلبس من دون دلالة له على الزمان، و لكن هل أن المشتق يدل على المتلبس مطلقا، أو يدل على المتلبس المقارن مع النطق، أو أنه يدل على المتلبس المقارن مع الحكم و الجري؟. ففي المسألة ثلاث احتمالات:

الاحتمال الأول: أن يكون المشتق موضوعا للذات المتلبسة بالمبدإ، دون أن يقيد هذا التلبس بأي قيد من المقارنة مع النطق، و من المقارنة مع الحكم و الجري.

الاحتمال الثاني: أن يكون المشتق موضوعا للذات المتلبسة بالمبدإ، لكن لا مطلق التلبس، بل لحصة خاصة من المتلبس، و هو المتلبس المقيد تلبّسه بالمقارنة مع النطق، و هذا لا يعني أخذ زمان النطق في مفهوم المشتق، بل أخذ نفس النطق في مفهوم المشتق الذي هو أمر و حادث زماني لا نفس الزمان.

الاحتمال الثالث: أن يكون المشتق موضوعا للذات المتلبسة بالمبدإ التي يكون تلبّسها مقارنا مع الجري و الحكم لا مع النطق، بل مع الحكم بالمحمول على الموضوع، لا مع النطق بالمحمول و الموضوع، إذ قد يختلف الحكم مع النطق، فحينما أقول الآن «زيد ضارب بالأمس»، فهنا التّلبس المقارن للنطق غير موجود، لكن التلبس المقارن للحكم موجود، لأن زيدا بالأمس كان متلبّسا بالعلم و اليوم ليس متلبسا به.

و الفارق بين هذه الاحتمالات يظهر في مقام الاستظهار من الخطاب، فإذا قال «زيد عالم»، فلا إشكال في أننا نفهم من ذلك أن زيدا عالم الآن، و منشأ هذا الفهم يختلف باختلاف هذه الاحتمالات، فعلى الاحتمال الثاني يكون كلمة عالم بنفسها دالة بالدلالة الوضعية على أن زيدا متلبس في زمان النطق، و على الاحتمال الثالث فكلمة عالم تدل على أن التلبس موجود حين الحكم، أما أن الحكم متى يكون موجودا في زمان النطق أو قبله أو بعده فهذا مما لا تدل عليه الكلمة، بل هذا يستفاد من إطلاق العبارة حيث لم يعين زمانا

اسم الکتاب : بحوث في علم الأصول المؤلف : الشيخ حسن عبد الساتر    الجزء : 3  صفحة : 124
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست