اسم الکتاب : باب الحوائج الإمام موسى الكاظم(ع) المؤلف : حسين الحاج حسن الجزء : 1 صفحة : 72
هذه الحصانة الذاتية التي يرتفع بها الإنسان الأعلى عن الاتضاع في طبيعته، و يمتنع بها عن الانزلاق في إرادته و عن الانحرافات التي تترسب في منطقة اللاشعوري، تتحول عقدا نفسية تتحكم في دوافع المرء و في سلوكه، و في اتجاهاته و ملكاته و تسوقه من حيث لا يريد إلى النشوز عن الحق و الشرود عن العدل.
هذه الحصانة الذاتية التي توقظ مشاعر الإنسان الكامل فلا يغفل، و يعتلي بملكاته و اشراقه فلا ينزلق، و لا يكبو، و التي تحفظ له صحته النفسية من كل وجه، هذه هي العصمة التي يشترطها مذهب أهل البيت في الرئيس الأعلى لحكومة الإسلام، و في ظني أنه شرط بمنتهى الجلاء كما انه بمنتهى الحكمة ..» [1].
إن المنطق العلمي بجميع أبعاده يقضي بصحة ما تذهب إليه الشيعة من اعتبار العصمة في أئمة أهل البيت (عليهم السّلام) أما القول المعاكس فلا يستند إلى منطق عقلي و دليل علمي.
و صفة أخرى هامة جدا يقول بها الشيعة و هي:
العلم:
يعتقد الشيعة بأن الإمام لا بد أن يكون أعلم الناس في عصره و أفضلهم في مقدراته العلمية. و قد أوضح هذه الجهة توضيحا دقيقا سماحة المغفور له الشيخ محمد رضا المظفر فقال: «أما علمه، فهو يتلقى المعارف و الأحكام الالهية، و جميع المعلومات من طريق النبي (صلّى اللّه عليه و آله و سلم) أو الإمام (عليه السّلام) قبله، و إذا استجد شيء لا بد له أن يعلمه من طريق الإلهام بالقوة القدسية التي أودعها اللّه تعالى فيه، فإن توجه إلى شيء و شاء أن يعلمه من طريق على وجهه الحقيقي لا يخطئ فيه، كل ذلك مستندا إلى البراهين العقلية، و لا يستند إلى تلقينات المعلمين، و إن كان علمه قابلا للزيادة و الاشتداد، و لذا قال الرسول الأكرم (صلّى اللّه عليه و آله و سلم): «و قل رب زدني علما».
و أضاف يقول بعد الاستدلال على ذلك: و يبدو واضحا هذا الأمر في تاريخ