و بهذا يتم الاستدلال الأكيد على عصمة أئمة أهل البيت من كل ذنب و معصية.
و من منا لا يذكر حديث الثقلين الذي يدل بوضوح تام على العصمة فقد قرن الرسول (صلّى اللّه عليه و آله و سلم) بين الكتاب و العترة، فكما أن الكتاب العزيز معصوم من الخطأ و الزلل فكذلك العترة، و إلّا لما صحت المقارنة و المساواة بينهما. و بعد توفر الأدلة الموضوعية فلا مساغ للإنكار على الشيعة بذلك.
و ما نراه ان نصوص القرآن هي التي قادتهم إلى ذلك و صحاح السنة و دلائل العقل. حتى ان طبيعة الاسلام ذاتها اضطرتهم إلى هذه العقيدة.
و نحن لسنا في صدد الدفاع عن الشيعة، لأننا نبغي الحقيقة اينما كانت فالعصمة التي يشترطونها في إمام المسلمين، لا تخرج به عن مصاف البشر، و لا تلحقه بعداد الآلهة كما يتقول المتقولون!
ثم هل العصمة في ذاتها جزء إلهي حتى إذا اشترطناها نكون قد قلنا في الخليفة بالحلول؟!
و لا يخفى على أحد من العلماء ان العصمة رصيد نفساني كبير يتكون من تعادل جميع القوى النفسانية، و بلوغ كل واحدة منها أقصى درجة يمكن أن يبلغها الإنسان، ثم سيطرة القوى العقلية على جميع هذه القوى و الغرائز سيطرة كاملة حتى لا تشذ في أمر و لا تستغل دونها في عمل [2]. ثم يزيد فيقول: