اسم الکتاب : باب الحوائج الإمام موسى الكاظم(ع) المؤلف : حسين الحاج حسن الجزء : 1 صفحة : 73
الأئمة (عليهم السّلام) كالنبي محمد (صلّى اللّه عليه و آله و سلم) فإنهم لم يتربوا على أحد، و لم يتعلّموا على يد معلم، من مبدأ طفولتهم إلى سن الرشد حتى القراءة و الكتابة، و لم يثبت عن أحدهم أنه دخل الكتاتيب أو تتلمذ على يد أستاذ في شيء من الأشياء مع ما لهم من منزلة علمية لا تجارى. و ما سئلوا عن شيء إلا أجابوا عليه في وقته، و لم تمر على ألسنتهم كلمة «لا أدري» و لا تأجيل الجواب إلى المراجعة أو التأمل أو نحو ذلك في حين أنك لا تجد شخصا مترجما له من فقهاء الإسلام و رواته و علمائه إلا ذكرت في ترجمته و تربيته و تلمذته على غيره و أخذ الرواية أو العلم على المعروفين و توقفه في بعض المسائل أو شكه في كثير من المعلومات كعادة البشر في كل عصر و مصر» [1].
أما الإمام كاشف الغطاء فقد عرض إلى صفات الإمام (عليه السّلام) و قال فيما يختص في مواهبه العلمية:
«و ان يكون أفضل أهل زمانه في كل فضيلة، و أعلمهم بكل علم، لأن الغرض منه تكميل البشر و تزكية النفوس، و تهذيبها بالعلم و العمل الصالح «هو الذي بعث في الأميين رسولا منهم يتلو عليه آياته و يزكيهم و يعلمهم الكتابة و الحكمة».
و الناقص لا يكون مكملا، و الفاقد لا يكون معطيا، فالإمام في الكمالات دون النبي و فوق البشر» [2].
و كما ترى هذا هو الرأي الصريح للشيعة في علم الإمام، و ليس فيه أي غلو أو هوى كما يتهمهم الخصوم.
و هنا يحضرني قول من وصف كلام الإمام علي (عليه السّلام) أمير المؤمنين في نهج البلاغة فقال:
«كلامه دون كلام الخالق و فوق كلام المخلوق».
و أفضل كلام يقال في هذا المجال كلمة الإمام الرضا (عليه السّلام) فهي من أعمق
[1] عقائد الإمامية للشيخ محمد رضا المظفر ص 51- 54.