اسم الکتاب : باب الحوائج الإمام موسى الكاظم(ع) المؤلف : حسين الحاج حسن الجزء : 1 صفحة : 34
و أعلمهم و أسخاهم كفا و أكرمهم نفسا و كان يتفقد فقراء المدينة و يحمل إليهم الدراهم و الدنانير إلى بيوتهم و النفقات، و لا يعلمون من أي جهة وصلهم ذلك، و لم يعلموا بذلك إلا بعد موته [1].
و قال محمد بن عبد اللّه البكري: قدمت المدينة أطلب دينا فأعياني، فقلت لو ذهبت إلى أبي الحسن موسى فشكوت إليه، فأتيته في ضيعته، فذكرت له قضيّتي، فدخل و لم يقم إلّا يسيرا حتى خرج إلي، فقال لغلامه: اذهب، ثم مدّ يده إليّ فرفع إليّ صرة فيها ثلاثمائة دينار، فركبت دابتي و انصرفت [2].
كما رووا عن عيسى بن محمد بن مغيث القرطبي قال: زرعت بطّيخا و قثاء و قرعا في موضع بالجوانية، على بئر يقال لها (أم عظام) فلما قرب الخير، و استوى الزرع بغتني الجراد فاتى على الزرع كله، و كنت غرمت على الزرع و في ثمن جملين مائة و عشرين دينارا، فبينما أنا جالس إذ طلع موسى بن جعفر بن محمد، فسلّم ثم قال: أي شيء حالك؟ فقلت: أصبحت كالصريم، بغتني الجراد فأكل زرعي.
قال (عليه السّلام) و كم غرمت فيه؟ فقلت: مائة و عشرين دينارا مع ثمن الجملين.
فقال (عليه السّلام): يا عرفة زن لأبي المغيث مائة و خمسين دينارا، فربحك ثلاثون دينارا و الجملان. فقلت يا مبارك ادخل و ادع لي فيها بالبركة. فدخل و دعا، و حدثني عن رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله و سلم) أنه قال: تمسّكوا ببقايا المصائب؛ ثم علقت عليه الجملين و سقيت، فجعل اللّه فيها البركة و زكت، فبعث منها بعشرة آلاف [3].
«مناقب الكاظم و فضائله و معجزاته الظاهرة، و دلائله و صفاته الباهرة تشهد انه افترع قبة الشرف و علاها، و سما إلى أوج المزايا فبلغ أعلاها، و ذللت له كواهل السيادة فركبها و امتطاها، و حكم في غنائم المجد فاختار صفاياها و اصطفاها.