اسم الکتاب : باب الحوائج الإمام موسى الكاظم(ع) المؤلف : حسين الحاج حسن الجزء : 1 صفحة : 33
التفرغ للعبادة بين جدران السجن، و يحسب ذلك نعمة، وجب بها عليه الشكر.
قال ابن الصباغ المالكي: إن شخصا من بعض العيون التي كانت عليه في السجن، رفع إلى عيسى بن جعفر أنه سمعه يقول؛ في دعائه: «اللهم إنك تعلم أني كنت أسألك أن تفرغني لعبادتك و قد فعلت، فلك الحمد» [1].
و عن أبي حنيفة انه دخل على أبي عبد اللّه (عليه السّلام) فقال: رأيت ابنك موسى يصلي و الناس يمرون بين يديه.
فقال أبو عبد اللّه (عليه السّلام): ادعوا لي موسى، فدعوه، فقال له في ذلك. فقال:
نعم يا أبه، إن الذي كنت أصلّي إليه كان أقرب إليّ منهم، يقول اللّه تعالى: وَ نَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ فضمه أبو عبد اللّه إلى نفسه ثم قال: بأبي أنت و أمي يا مودع الأسرار [2].
و جاء في كشف الغمة: كان يبكي من خشية اللّه حتى تخضل لحيته بالدموع و كان إذا قرأ القرآن يحزن و يبكي و يبكي السامعون لتلاوته [3]. و لكثرة سجوده كان له غلام يقص اللحم من جبينه، و عرنين أنفه، فقد نظم بعض الشعراء ذلك بقوله:
طالت لطول سجود منه ثفنته* * * فقرحت جبهة منه و عرنينا
رأى فراغته في السجن منيته* * * و نعمة شكر الباري بها حينا [4]
5- كرمه و صدقاته:
من أبرز خصائص أئمة أهل البيت (عليهم السّلام) البر و الاحسان إلى الناس كافة، و بصورة خاصة الطبقة الضعيفة، فكانوا يخصّونهم بجزيل فضلهم، و نبل عطاياهم، حتى كان من منهجهم في الليالي المظلمة هو التطواف على بيوت الفقراء و المساكين بالأغذية و المال و هم لا يعرفونهم.
قال ابن الصباغ المالكي: كان موسى الكاظم (عليه السّلام) أعبد أهل زمانه،