responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : باب الحوائج الإمام موسى الكاظم(ع) المؤلف : حسين الحاج حسن    الجزء : 1  صفحة : 35

طالت أصوله، فسمت إلى أعلى رتب الجلال، و سمت فروعه فعلت إلى حيث لا تنال، يأتيه المجد من كل أطرافه، و يكاد الشرف يقطر من أعطافه.

فكان كما قال الشاعر:

أتاه المجد من هنا و هنا* * * و كان له كمجتمع السيول‌

السحاب الماطر قطرة من كرمه، و العباب الزاخر نغبة من نغبه، و اللباب الفاخر من عد من عبيده و خدمه، كأن الشعرى علّقت في يمينه و لا كرامة للشعرى العبور، و كأن الرياض أشبهت خلائقه و لا نعمى لعين الروض الممطور.

و هو (عليه السّلام) غرة في وجه الزمان و ما الغرر و الحجول، و هو أضوأ من الشمس و القمر، و هذا جهد من يقول: بل هو و اللّه أعلى مكانة من الأوصاف و أسمى، و أشرف عرفا من هذه النعوت و أنمى، فكيف تبلغ المدائح كنه مقداره، أو ترتقي همة البليغ إلى نعت فخاره، أو تجري جياد الأقلام في جلباب صفاته، أو يسري خيال الأوهام في ذكر حالاته؟

كاظم الغيظ، و صائم القيظ، عنصره كريم، و مجده حادث و قديم، و هو بكل ما يوصف به زعيم، الآباء عظام، و الأبناء كرام، و الدين متين، و الحق ظاهر مبين، و الكاظم في أمر اللّه قوي أمين، و جوهر فضله غال ثمين و واصفه لا يكذب و لا يمين، قد تلقى راية الإمامة باليمين، فسما (عليه السّلام) إلى الخيرات منقطع القرين، و أنا أحلف على ذلك فيه و في آبائه و أبنائه (عليهم السّلام) باليمين.

كم له من فضيلة جليلة، و منقبة بعلو شأنه كفيلة، و هي و إن بلغت الغاية بالنسبة إليه قليلة، و مهما عد من المزايا و المفاخر فهي فيهم صادقة، و في غيرهم مستحيلة. إليهم ينسب العظماء، و عنهم يأخذ العلماء، و منهم يتعلم الكرماء، و هم الهداة إلى اللّه فبهداهم اقتده و هم الأدلاء على اللّه فلا تحل عنهم و لا تنشده، و هم الأمناء على أسرار الغيب، و هم المطهرون من الرجس و العيب، و هم النجوم الزواهر في الظلام، و هم الشموس المشرقة في الأيام، و هم الذين أوضحوا شعائر الإسلام و عرفوا الحلال من الحرام، من تلق منهم تقل لاقيت سيدا، و متى عددت منهم واحدا كان بكل الكمالات منفردا، و من قصدت منهم حمدت قصدك مقصدا،

اسم الکتاب : باب الحوائج الإمام موسى الكاظم(ع) المؤلف : حسين الحاج حسن    الجزء : 1  صفحة : 35
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست