responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : باب الحوائج الإمام موسى الكاظم(ع) المؤلف : حسين الحاج حسن    الجزء : 1  صفحة : 298

مع ذلك الرطب و قال لخادمه: احمله الى موسى بن جعفر، و قل له:

إن أمير المؤمنين أكل من ذلك الرطب، و هو يقسم عليك بحقه لما أكلته عن آخره، فإني اخترتها لك بيدي، و لا تتركه يبقى منها شيئا و لا يطعم منها أحدا.

فحمل الخادم الرطب و جاء به الى الإمام، و أبلغه برسالة هارون. فأمره (عليه السّلام) أن يأتيه بخلال، فجاء به إليه، و قام بإزائه فأخذ الامام يأكل من الرطب، و كانت لهارون كلبة عزيزة عنده، فجذبت نفسها و خرجت تجرّ سلاسلها الذهبية حتى حاذت الامام (عليه السّلام) فبادر بالخلال الى الرطبة المسمومة و رمى بها الى الكلبة فأكلتها فلم تلبث أن ضربت بنفسها الأرض و ماتت للحال، و أكمل الامام في أكل باقي الرطب. و الخادم ينظر إليه مشدوها، حمل الاناء الى هارون فلما رآه بادره قائلا:- قد أكل الرطب عن آخره؟- نعم يا أمير المؤمنين.

- كيف رأيته؟

- ما انكرت منه شيئا، ثم قصّ عليه حديث الكلبة و طريقة موتها فقام هارون بنفسه ليشرف عليها، لأنها عزيزة على قلبه كثيرا، فرآها اهترأت أمعاؤها و تقطعت من السم فوقف مذهولا و قد سرت الرعدة بأوصاله و الشرر ينزف من عينيه و قال:

«ما ربحنا من موسى إلا أن أطعمناه جيد الرطب و ضيعنا سمنا و قتلنا كلبتنا ما في موسى حيلة» [1].

لقد فشل في مشروعه الخسيس و لم تنجح محاولته في اغتيال الامام (عليه السّلام) و اللّه سبحانه و تعالى قد أنقذه منه و صرف عنه السوء. و لا ندري من أين تعلم طريقة الاغتيال بالسم؟ فيجوز أنه اطلع على تاريخ معاوية بن أبي سفيان و استعماله السم في اغتيال الأئمة (عليهم السّلام) و هو القائل: «إن للّه جنودا من عسل» [2].

وساطة فاشلة عن نفس علوية أبية

لقد احتار هارون في أمره فكل وسيلة سلكها للقضاء على الامام (عليه السّلام) تبوء بالفشل، فاستدعى وزيره يحيى بن خالد بعد أن انتشرت معاجز الامام و مناقبه‌


[1] البحار ج 11 ص 299.

[2] كان يخلط السم في شراب العسل و يقدمه لمن يريد اغتياله.

اسم الکتاب : باب الحوائج الإمام موسى الكاظم(ع) المؤلف : حسين الحاج حسن    الجزء : 1  صفحة : 298
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست