responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : باب الحوائج الإمام موسى الكاظم(ع) المؤلف : حسين الحاج حسن    الجزء : 1  صفحة : 299

و تحدث الناس عن مناقبه و كراماته، فقال له:

«يا أبا علي أ ما ترى ما نحن فيه من هذه العجائب؟ ألا تدبر في أمر هذا الرجل تدبيرا يريحنا من غمه».

فأشار عليه يحيى بالصواب و أرشده الى الخير فقال له:

«الذي أراه لك يا أمير المؤمنين أن تمنّ عليه و تصل رحمه فقد و اللّه أفسد علينا قلوب شيعته».

فاستجاب هارون لنصيحة وزيره و قال له: انطلق إليه و انزع عنه الحديد و أبلغه عني السلام و قل له: يقول لك ابن عمك: إنه قد سبق مني فيك يمين اني لا أخليك حتى تقرّ لي بالاساءة و تسألني العفو عما سلف منك و ليس عليك في إقرارك عار و لا في مسألتك إياي منقصة، و هذا يحيى بن خالد ثقتي و وزيري و صاحب أمري فاسأله بقدر ما أخرج من يميني».

أراد هارون أن يأخذ من الامام اعترافا بالذنب و الاساءة ليصدر مرسوما ملكيا بالعفو عنه، فيكون قد اتخذ بذلك وسيلة الى التشهير بالامام من جهة، و من جهة ثانية يكون له مبررا في الوقت نفسه على سجنه له. لم يخف على الامام (عليه السّلام) ذلك، فلما مثل يحيى و أخبره بمقالة هارون انبرى إليه الامام (عليه السّلام) و قال له:

«سأخبرك بما سيجري عليك و على أسرتك من زوال النعمة على يد هارون، و شدة النقمة، فأحذرك من بطشه و من الغدر بك فجأة، ثم ردّ على مقالة هارون فقال ليحيى:

«يا أبا علي، أبلغه عني، يقول لك موسى بن جعفر يأتيك رسولي يوم الجمعة فيخبرك بما ترى- أي بموته- و ستعلم غدا إذا جاثيتك بين يدي اللّه من الظالم و المعتدي على صاحبه؟».

خرج يحيى و هو لا يبصر طريقه من الحزن و الجزع فأخذ يبكي لما رأى الامام (عليه السّلام) ابن بنت رسول اللّه بتلك الحالة، فأخبر هارون بمقالته، فقال الطاغية مستهزئا ساخرا:

اسم الکتاب : باب الحوائج الإمام موسى الكاظم(ع) المؤلف : حسين الحاج حسن    الجزء : 1  صفحة : 299
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست