responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : باب الحوائج الإمام موسى الكاظم(ع) المؤلف : حسين الحاج حسن    الجزء : 1  صفحة : 297

و المناديل، و من كل الطعام فخررت ساجدة حتى أقامني هذا الخادم فرأيت نفسي حيث كنت، فقال لها هارون و الحقد يتطاير من عينيه لأن مؤامرته باءت بالفشل فقال: يا خبيثة لعلّك سجدت فنمت فرأيت هذا في منامك.

فقالت: لا و اللّه يا سيدي، رأيت هذا قبل سجودي، فسجدت من أجل ذلك.

فالتفت هارون الى خادمه، و أمره باعتقال الجارية، ليخفي الحادث تماما، لئلا يسمعه الناس. فأخذها الخادم، و اعتقلها عنده، فأقبلت على العبادة و الصلاة، فإذا سئلت عن ذلك قالت: هكذا رأيت العبد الصالح، و قالت إني لما عاينت من الأمر نادتني الجواري يا فلانة، ابعدي عن العبد الصالح حتى ندخل عليه فنحن له دونك، و بقيت عاكفة على العبادة حتى لحقت بالرفيق الأعلى‌ [1].

تبارك اللّه بهذا الامام العظيم الذي يغيّر أسماء الأشياء من قبيح الى جميع و من سيئ الى حسن و من شرير الى صالح و من كافر إلى مؤمن، كل ذلك بعمق إيمانه و لطف محبته و سمو أخلاقه و غزارة علمه فكانت له تلك الكرامات بين الناس جميعا. فحارسه انقلب الى صديق و الجارية الخليعة انقلبت الى مؤمنة صالحة.

لكن هارون الطاغية، هارون اللئيم، هارون العنيد أ لم يشاهد أنواع هذه الكرامات للإمام (عليه السّلام)؟ فلما ذا لم يؤمن بها؟ و لما ذا زاغ قلبه؟ و لما استولت على نفسه دكنة قاتمة أنسته ذكر اللّه و اليوم الآخر؟ كل ذلك حب الجاه و السلطان، حب المال و الدنيا الفانية!!

محاولة اغتيال فاشلة:

تحدث الناس في مناقب الامام (عليه السّلام) و انتشرت فضائله بين الجموع و أصبح أحدوثة العصر بعلمه و حلمه، و صبره و بلواه، ضاق صدر هارون من ذلك و عقد العزم على اغتيال الامام المظلوم ثانية فدعا برطب فأكل منه ثم أخذ إناء و وضع فيه عشرين رطبة، و أخذ سلكا فعركه في السم و أدخله في سم الخياط. و أخذ رطبة من ذلك الرطب فوضع فيها ذلك السلك و أخرجه منها حتى تكللت بالسم، و وضعها


[1] المناقب ج 2 ص 263- 264.

اسم الکتاب : باب الحوائج الإمام موسى الكاظم(ع) المؤلف : حسين الحاج حسن    الجزء : 1  صفحة : 297
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست