اسم الکتاب : باب الحوائج الإمام موسى الكاظم(ع) المؤلف : حسين الحاج حسن الجزء : 1 صفحة : 284
«يا أمير المؤمنين، نحن أولياء من واليت، و أعداء من عاديت، و قد توليناه» [1].
و كما ترى هكذا كانت حالة الجماهير الاسلامية في ذلك العصر قد انحرفت عن المبادي الأصيلة، و فقدت وعيها و حسها و ساعدت الطاغية على ظلمه فأطاعته و نفذت رغباته الظالمة و الجائرة بحق إمام معصوم ابن إمام معصوم، شريف بريء لم يقترف ذنبا و لا ارتكب خطأ، و لو كان عندهم أي شعور ديني لما سجن الامام (عليه السّلام) و لما نكل به من سجن الى سجن مقيدا بالأغلال و الحديد.
و يعود السبب في ذلك كله الى عبث السياسة الملتوية في الأوساط الاجتماعية و نشرها الفساد و الفجور و البؤس و الشقاء و التسيّب في ربوع ذلك المجتمع حتى كان من نتائجه مواقف مذمومة لا يحمد عقباها بأي حال. كما كشفت لنا هذه البادرة مدى الحقد و الكراهية التي يكنها هارون اللعين في نفسه للإمام (عليه السّلام) الشريف. فقد نكل بالفضل بن يحيى و هو كان من أعز الناس عنده و أقربهم إليه، و أعلن شتمه و سبه لأنه أحسن معاملة الإمام (عليه السّلام) و لم يضيق عليه في السجن. علما أن المدة التي قضاها الامام (عليه السّلام) في سجن الفضل قصيرة للغاية كما ذكر الرواة أياما معدودة. و نختصر فنقول:
كانت أرواح الناس في العصر العباسي و دماؤهم يتصرف فيها الحكام حسب ما أرادوا، فالملك يفعل ما يريد فهو ظل اللّه على الأرض لا يسأل عن ذنب و لا جرم، همه كرسي الحكم و كفى.
خاتمة المطاف:
أحزان جديدة، و خطب مريع حلّ بسبط النبي (صلّى اللّه عليه و آله و سلم) و ريحانته العطرة و وديعته في أمته، فقد سدت نوافذ الحياة عليه و حفّت به المصائب و المصاعب من كل جانب، فجمع هارون الطاغية كل ما عنده من لؤم و غضب و بغض و صبها عليه دفعة واحدة؛ من تكبيل بالقيود، و زج في السجون، و مراقبة بالعيون خوفا من العطف عليه، فنكل بكل من أكرمه و رعى جانبه، حين جلد الفضل بن يحيى مائة