responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : باب الحوائج الإمام موسى الكاظم(ع) المؤلف : حسين الحاج حسن    الجزء : 1  صفحة : 285

جلدة، و أعلن سبه و شهّر به لأنه لم يضيّق عليه.

لقد أصبح هارون قلقا جدا من وجود الامام (عليه السّلام) فذيوع فضله بين الملأ و انتشار اسمه و حديث الناس عن محنته و اضطهاده، كل ذلك أقلق مضجعه و أربك فكره، فأوعز الى كبار رجال دولته باغتياله لكنهم لم يجيبوه على ذلك، لما رأوا للإمام (عليه السّلام) من كرامة و تقى و انقطاع الى عبادة اللّه عز و جل، فخافوا من غضب اللّه و رسوله عليهم و زوال نعمتهم إن تعرضوا له بمكروه. استمر هارون في التفتيش عن مثل هؤلاء الأوغاد الذين يبيعون آخرتهم بدنياهم فلم يجد سوى السندي بن شاهك‌ [1] الأثيم اللعين الذي لا يرجو للّه وقارا، و لا يؤمن بالآخرة، فنقله الى سجنه، و أمره بالتضييق عليه. فاستجاب الأثيم لذلك، حيث عامل الامام بكل قسوة، و الامام صابر محتسب، قد كظم غيظه، و أوكل أمره الى اللّه. إنها المحنة الكبرى قد مني بها الامام (عليه السّلام) حينما نقل الى سجن السندي بن شاهك، الذي بالغ في أذاه و التضييق عليه، و التنكيل به في مأكله و مشربه و تكبيله بالقيود، كل ذلك ليرضي هارون و يتقرب منه من أجل دنياه. و سوف نعرض لهذا الدور الرهيب، آخر أدوار حياة الإمام الكاظم المظلوم، و نذكر بعض شئونه الأخرى كأوقافه و وصاياه و غيرها من الأمور.


[1] هو مولى المنصور الدوانيقي ولي دمشق من قبل موسى بن عيسى في خلافة هارون الرشيد، ذكر ذلك الصفدي في كتابه: «أمراء دمشق ص 39» و نظمه في أرجوزته التي ذكر فيها أمراء دمشق بقوله:

و كان قد ولي بها بن شاهك* * * خلافة و لم يكن بمالك‌

و ذكر الجاحظ حديثا عنه في «حياة الحيوان حينما ولي الشام يتعلق في تسويته بين القحطانية و العدنانية، و ذكر الجهشياري في: «الوزراء و الكتاب ص 188» ان السندي في أيام هارون كان يلي الجسرين في بغداد، و قد وكل بحراسة دور البرامكة لما أراد هارون النكبة بهم و جاء في «المصايد و المطارد ص 7» كان له ولدان: الحسين و ابراهيم. و له حفيد الشاعر المعروف و الكاتب المشهور كشاجم كان من ألمع شخصيات عصره في أدبه و علمه و من المتفانين في حب آل محمد (عليهم السّلام)، و جاء في «الكنى و الألقاب» ج 3 ص 93 ان كشاجم كان من شعراء أهل البيت (عليهم السّلام) المجاهدين و له في مدح آل محمد قصائد مشهورة. و ذكر ابن شهراشوب في «المناقب» ان اللّه سبحانه و تعالى انتقم من السندي في اليوم الذي توفي فيه الامام (عليه السّلام) فقد نفر فرسه به و ألقاه في نهر دجلة فمات فيه.

اسم الکتاب : باب الحوائج الإمام موسى الكاظم(ع) المؤلف : حسين الحاج حسن    الجزء : 1  صفحة : 285
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست