responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : باب الحوائج الإمام موسى الكاظم(ع) المؤلف : حسين الحاج حسن    الجزء : 1  صفحة : 283

فمضى من فوره الى العباس و أمره بتنفيذ أمر الخليفة، و كذلك سار الى السندي فأمره بإطاعة العباس، أرسل العباس فورا الشرطة الى الفضل فأخرجوه من داره و هو يهرول و الناس من حوله، فدخل على العباس فأمر بتجريده، ثم ضربه مائة سوط.

خرج الفضل بعد هذا الجزاء الظالم و قد انهارت قواه و دكّت أعصابه متحرقا على الامام ما ذا سيحصل له.

كتب مسرور الوغد الحقير الى هارون بما فعله، فأمره بنقل الامام من عند الفضل و اعتقاله في دار السندي بن شاهك. ثم جلس هارون في مجلس حافل ضمّ جمهورا غفيرا من الناس، فرفع صوته قائلا: أيها الناس، إن الفضل بن يحيى قد عصاني، و خالف طاعتي، و رأيت أن ألعنه فالعنوه.

ارتفعت أصوات العملاء من جميع جنبات الحفل باللعن و السباب و الشتم على الفضل حتى اهتزت الأرض من أصوات اللعن.

و بلغ يحيى بن خالد ذلك فأسرع الى الرشيد و دخل عليه من غير الباب الذي يدخل منه الناس، و أسره قائلا: يا أمير المؤمنين، إن الفضل حدث، و أنا أكفيك ما تريد.

فسر هارون بما أخبره صنيعه الوغد و ذهب عن نفسه ما يحمله من الحقد على الفضل، فأراد يحيى أن يستعيد كيان ولده و يرد له كرامته.

فقال للرشيد: «يا أمير المؤمنين، قد غضضت من الفضل بلعنك إياه فشرّفه بإزالة ذلك» فأقبل هارون بوجهه على الناس، و رفع عقيرته قائلا: «إن الفضل قد عصاني في شي‌ء فلعنته، و قد تاب و أناب الى طاعتي فتولوه».

ارتفعت الأصوات المأجورة ثانية من جميع جنبات الحفل و أعلنت التأييد الشامل لتلك السياسة المتقلبة و المتناقضة و هي ذات لهجة واحدة أعلنها أولئك الناس الذي يهتمون بمصالحهم الخاصة و لا يؤمنون بالقيم و لا بالمثل العليا مرددين:

اسم الکتاب : باب الحوائج الإمام موسى الكاظم(ع) المؤلف : حسين الحاج حسن    الجزء : 1  صفحة : 283
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست