responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : باب الحوائج الإمام موسى الكاظم(ع) المؤلف : حسين الحاج حسن    الجزء : 1  صفحة : 271

و دافعوا عنها فكانوا من المؤمنين الصادقين، و العباسيون حاولوا سلب هذه العزة منهم فكانوا ظالمين منافقين.

و الإمام الكاظم (عليه السّلام) الذي كظم غيظه سنينا طويلة من ظلم الحكام العباسيين، حافظ على هذه العزة التي منحها ربّ العالمين للمؤمنين الصادقين ...

فانتقل (عليه السّلام) من ظلم هارون إلى ظلام السجون، و لعل هذه المحنة التي عاناها بعزم و صبر من أقسى المحن و أفجعها؛ ألمّت به فتحملها و كظم غيظه في صدره صابرا مجاهدا في سبيل اللّه.

لقد قضى زهرة شبابه في ظلمات السجون محجوبا عن أهله و شيعته، محروما من نشر علومه على الناس جميعا. فكان شبيه عيسى بن مريم في تقواه و ورعه و صلاحه.

جهد هارون في ظلمه، و أمعن في التنكيل به خوفا من تسلمه الخلافة، علما أن الإمام (عليه السّلام) لم يكن يبغي الحكم و السلطان، و لم يكن يبغي الجاه و المال، و إنما كان يبغي نشر العدل و الحق بين الناس، و مقاومة ظلم أولئك الحكام و جورهم و استبدادهم بأمور المسلمين.

إن تاريخ الإنسانية قديما و حديثا حافل بالثورات الصاخبة التي قام بها المصلحون الاجتماعيون على حكام الظلم و الطغيان من أجل إسعاد أبناء مجتمعهم، و انماء أوطانهم، حتى عانوا في سبيل ذلك جميع ضروب الأذى، و أنواع التنكيل و التشريد و الاضطهاد؛ و كان في طليعة هؤلاء المجاهدين و المكافحين عن كرامة المسلمين أئمة أهل البيت (عليهم السّلام).

فقد قدموا أروع التضحيات، و تحملوا أقسى ألوان الجهاد في سبيل اللّه من أجل انقاذ المسلمين من الجور العباسي، و الاستبداد السياسي الذي تمثل على مسرح الحكام الأمويين و العباسيين.

هؤلاء الحكام باعوا دينهم بدنياهم بثمن زهيد، فتلاعبوا بمقدّرات المجتمع، و سلبوا أموال المسلمين و صرفوها على الفجور و المجون، و بذلوها للعملاء الخونة الذين ساندوهم و أعانوهم على الظلم و الجور.

اسم الکتاب : باب الحوائج الإمام موسى الكاظم(ع) المؤلف : حسين الحاج حسن    الجزء : 1  صفحة : 271
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست