responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : باب الحوائج الإمام موسى الكاظم(ع) المؤلف : حسين الحاج حسن    الجزء : 1  صفحة : 272

و أئمة أهل البيت (عليهم السّلام) باعتبارهم مسئولين عن رعاية الدين، و حماية المسلمين، كان من واجبهم الشرعي مقاومة ذلك الحكم الجائر و مكافحة الظالمين المستبدين، فنفروا في وجه الظلم، و انقذوا المجتمع الاسلامي من الجور و الاستبداد اللّذين حلا في العباد و البلاد. فقاموا بما يجب عليهم من اداء رسالتهم الانسانية بكل أمانة و اخلاص.

و كان زعيم المعارضين المناضلين لسياسة هارون هو الإمام موسى الكاظم (عليه السّلام). الذي قضى زمنا طويلا في السجون حتى لفظ أنفاسه الأخيرة فيها و هو شهيد غريب عانى أمرّ الآلام، و أدهى الخطوب.

القبض على الإمام (عليه السّلام).

انتشر اسم الإمام (عليه السّلام) في الأقطار، و ذاع صيته في الأمصار، و تحدّث الناس عن علمه و مآثره و فضله، فثقل ذلك على هارون، و طفح قلبه غيظا منه فذهب الطاغية إلى قبر النبي (صلّى اللّه عليه و آله و سلم)، فسلم على النبي مثل الزوار المؤمنين، و خاطبه قائلا:

«بأبي أنت و أمي يا رسول اللّه، إني اعتذر إليك من أمر عزمت عليه، إني أريد أن آخذ موسى بن جعفر (عليه السّلام) فأحبسه لأني قد خشيت أن يلقي بين أمتك حربا يسفك فيها دماءهم» [1].

إنه يريد أن يخلق مبررا أمام المجتمع لعمله الفظيع و يخفّف ما سيواجه به من الاستياء، لا سيّما من العلماء الذين سيستنكرون عمله الاجرامي.

و بعد الاعتذار في اليوم الثاني أصدر الطاغية أوامره بإلقاء القبض على الإمام، فجاءت الشرطة و ألقت القبض عليه و هو في طاعة اللّه يصلي لربه عند رأس جده النبي (صلّى اللّه عليه و آله و سلم). فقطع المجرمون الآثمون عليه صلاته و لم يمهلوه من اتمامها.

لكنهم نسوا ان اللّه يمهل و لا يهمل. ثم حمل الإمام من ذلك المكان الشريف و قيّد بالحديد و قد توجّه إلى جدّه الرسول الأكرم:


[1] البحار ج 17، ص 296.

اسم الکتاب : باب الحوائج الإمام موسى الكاظم(ع) المؤلف : حسين الحاج حسن    الجزء : 1  صفحة : 272
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست