اسم الکتاب : باب الحوائج الإمام موسى الكاظم(ع) المؤلف : حسين الحاج حسن الجزء : 1 صفحة : 270
و هذا المثل يضرب لمن يولي غير الأمين. و يقال: ظلم فلان فلانا: غصبه حقه أو نقصه إياه. و في الحديث: لزموا الطريق فلم يظلموه. و يقال:
هو ظالم. و ظلام. و هو و هي ظلوم.
- و ظلم الليل: اسود فهو ظلم. و أظلم الليل اسود. و يقال: أظلم الشعر.
و القوم دخلوا في الظلام. و البيت جعله مظلما. و ظالمه: مظالمة، و ظلاما:
ظلمه. و تظالم القوم: ظلم بعضهم بعضا.
الظلامة: ما يطلبه المظلوم. و الظلماء: الظلمة و يقال: ليلة ظلماء.
و الظلمة: ذهاب النور. و المظلم: الشديد الظلمة. يقال: يوم مظلوم و أمر مظلام:
لا يدرى من أين يؤتى و الجمع مظالم.
فالعلاقة المشتركة بين الظلام و الظلم. ظلم هارون و ظلام السجن حتى ذهاب النور، فيفقد النظر التمييز بين الاشياء، بين السقيم و السليم.
و الظلم: يعني ذهاب الحق الذي يوضح الأمور، و يجلي الحقائق حتى تظهر على حقيقتها، و لا لبس فيها. كما يعني وضع الشيء في غير مكانه و المظلام هو هارون الرشيد و أشباهه من الملوك العباسيين، و من سبقهم من الأمويين.
و المظلوم: هو الذي انتقص من حقه أو الذي لم يعط حقه و هو الإمام موسى الكاظم (عليه السّلام) و من سبقه من آبائه و أجداده الذين ضحوا بكل ما عندهم من قوى و قاوموا الظلم و الظالمين من أجل إعلاء كلمة اللّه عز و جل و المحافظة على الشريعة الاسلامية، و الدفاع عن المظلومين و المستضعفين في الأرض ليبقوا أعزة كراما محترمين. قال تعالى واصفا المؤمنين: وَ لِلَّهِ الْعِزَّةُ وَ لِرَسُولِهِ وَ لِلْمُؤْمِنِينَ وَ لكِنَّ الْمُنافِقِينَ لا يَعْلَمُونَ[1].
فلنتصور هذه المكانة الرفيعة التي منحها اللّه عز و جل للمؤمنين فقد أعطاهم شرفا عظيما و مكانة سامية لا يرقى إليها غيرهم في المجتمع، أعطاهم العزة بعد جلالته و بعد الرسول الأكرم (صلّى اللّه عليه و آله و سلم). فأهل البيت (عليهم السّلام) حافظوا على هذه العزة