اسم الکتاب : باب الحوائج الإمام موسى الكاظم(ع) المؤلف : حسين الحاج حسن الجزء : 1 صفحة : 269
غير فرث و لا دم، خلقها من التراب، و جعل رزقها و عيشها منه، فإذا فارق الجنين أمه لم تزقه و لم ترضعه و كان عيشها من التراب. فقال هارون: و اللّه ما ابتلي أحد بمثل هذه المسألة، و أخذ الأعرابي البدرتين و خرج، فتبعه الناس و سألوا عن اسمه، فإذا هو موسى بن جعفر (عليه السّلام)، فاخبر هارون بذلك فقال:
و اللّه لقد كان ينبغي أن تكون هذه الورقة من تلك الشجرة.
و لكن هل سمح لهذه الشجرة أن تنمو و تعطي و تثمر ثمرا طيبا يتغذى منه جميع الناس؟!
لم يكتف الحكام العباسيون بتقمصهم الخلافة، مستأثرين بها على أهل البيت (عليه السّلام)، حتى أخذوا يتبعونهم سجنا و قتلا و تشريدا. أهل العلم و الحكمة و الأخلاق باتوا قابعين في بيوتهم ليس لهم أمر و لا نهي! رحمك اللّه يا أبا فراس حيث تقول:
بنو علي رعايا في ديارهم* * * و الأمر تملكه النسوان و الخدم!
لم يعبأ الأئمة (عليهم السّلام) بهذه الشدة و الظلامة التي قوبلوا بها، بل استمروا على تبليغ رسالتهم في إعلاء كلمة اللّه، و نشر المفاهيم الاسلامية، و محاربة التيارات الفكرية الفاسدة و الملحدة، فقد نوّروا الدنيا بعلومهم و معارفهم من أجل رفع راية الإسلام في العالم.
و لا عجب إن كانوا كذلك، فهم أحق من غيرهم، لا بل هم المكلفون بعد الرسول الأكرم (صلّى اللّه عليه و آله و سلم) بالمحافظة على السنن و الشرائع المحمدية و نشر الإسلام، اسلام المحبة و العدالة و الحرية و الأخلاق.
من ظلم هارون إلى ظلّام السجن:
ما العلاقة بين الظلم و الظلام؟. قال علماء اللغة:
- ظلم: يعني جار و جاوز الحد، و وضع الشيء في غير مكانه. جاء في المثل:
«من شابه أباه فما ظلم» و قالوا أيضا: «من استرعى الذئب فقد ظلم».
اسم الکتاب : باب الحوائج الإمام موسى الكاظم(ع) المؤلف : حسين الحاج حسن الجزء : 1 صفحة : 269