responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : باب الحوائج الإمام موسى الكاظم(ع) المؤلف : حسين الحاج حسن    الجزء : 1  صفحة : 267

فجلس هارون و قال: ويحك يا اعرابي مثلك من يزاحم الملوك؟!

قال: نعم، و في مستمع. قال هارون: فاني سائلك، فان عجزت آذيتك.

قال الأعرابي: سؤالك هذا سؤال متعلم، أو سؤال متعنّت؟

قال هارون: بل سؤال متعلّم.

قال الأعرابي: اجلس مكان السائل من المسئول و سل، و أنت مسئول.

فقال هارون: ما فرضك؟

قال الأعرابي: إن الفرض رحمك اللّه واحد، و خمس، و سبع عشرة، و أربع و ثلاثون، و أربع و تسعون، و مائة و ثلاث و خمسون على سبع عشرة، و من اثني عشر واحد، و من أربعين واحد، و من مائتين خمس، و من الدهر كله واحد، و واحد بواحد.

فضحك الرشيد و قال: ويحك أسألك عن فرضك و أنت تعد علي الحساب؟!.

قال الأعرابي: أ ما علمت أن الدين كله حساب، و لو لم يكن الدين كله حساب لما اتخذ اللّه الخلائق حسابا، ثم قرأ: وَ نَضَعُ الْمَوازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيامَةِ فَلا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئاً وَ إِنْ كانَ مِثْقالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ أَتَيْنا بِها وَ كَفى‌ بِنا حاسِبِينَ‌ [1].

قال هارون: فبين لي ما قلت و إلا أمرت بقتلك بين الصفا و المروة؟ فقال الحاجب: تهبه للّه و لهذا المقام.

فضحك الأعرابي من قوله. فقال هارون: مما تضحك يا اعرابي؟

قال: تعجّبا منكما، إذ لا أدري من الأجهل منكما، الذي يستوهب أجلا قد حضر، أو الذي استعجل أجلا لم يحضر؟.

فقال هارون: فسر لنا ما قلت.

قال الأعرابي: أما قولي الفرض واحد فدين الإسلام كله واحد، و عليه خمس صلوات، و هي سبعة عشر ركعة، و أربع و ثلاثون سجدة، و أربع و تسعون‌


[1] سورة الأنبياء، الآية 47.

اسم الکتاب : باب الحوائج الإمام موسى الكاظم(ع) المؤلف : حسين الحاج حسن    الجزء : 1  صفحة : 267
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست