responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : باب الحوائج الإمام موسى الكاظم(ع) المؤلف : حسين الحاج حسن    الجزء : 1  صفحة : 266

من الواضح و المعروف مسبقا ان موقف الإمام (عليه السّلام) مع هارون موقف واضح و صريح لا يقبل الرد و لا يقبل المهادنة، لأنّ هارون مغتصب لمنصب الخلافة التي هي من حق علي بن أبي طالب و الأئمة المعصومين من بعده.

فالعباسيون اختلسوا السلطة، و خانوا الأمانة و العهد لقد استلموا السلطة باسم العلويين، و تبنّوا شعارهم، و لما جلسوا على كرسي الحكم خانوا العهد، و اشتروا به و بأيمانهم ثمنا قليلا.

قال تعالى: إِنَّ الَّذِينَ يَشْتَرُونَ بِعَهْدِ اللَّهِ وَ أَيْمانِهِمْ ثَمَناً قَلِيلًا أُولئِكَ لا خَلاقَ لَهُمْ فِي الْآخِرَةِ وَ لا يُكَلِّمُهُمُ اللَّهُ وَ لا يَنْظُرُ إِلَيْهِمْ يَوْمَ الْقِيامَةِ وَ لا يُزَكِّيهِمْ وَ لَهُمْ عَذابٌ أَلِيمٌ‌ [1].

هذه هي أهم الأسباب التي دعت هارون الرشيد إلى اعتقال الإمام (عليه السّلام).

و أيضا: قال الفضل بن الربيع: حج هارون الرشيد و ابتدأ بالطواف، و منعت ال عامة من ذلك لينفرد وحده، فبينما هو في ذلك إذ ابتدر اعرابي و جعل يطوف معه.

فقال الحاجب: تنح يا هذا عن وجه الخليفة: فانتهره الأعرابي و قال: إن اللّه يساوي بين الناس في هذا الموضع فقال: سَواءً الْعاكِفُ فِيهِ وَ الْبادِ [2].

فأمر الحاجب بالكف عنه.

و لما فرغ الأعرابي من صلاته استدعاه الحاجب و قال له: أجب أمير المؤمنين.

فقال الأعرابي: ما لي إليه حاجة فأقوم إليه، بل إن كانت الحاجة له فهو بالقيام إلى أولى. قال: صدق.

فمشى إليه هارون و سلم عليه، فرد (عليه السّلام)، فقال هارون: اجلس يا اعرابي. فقال الأعرابي:

ما الموضع لي فتستأذني فيه بالجلوس، و إنما هو بيت اللّه نصبه لعباده، فإن أحببت فاجلس، و ان احببت ان تنصرف فانصرف.


[1] آل عمران الآية 77، لا خلاق لهم: ليس لهم نصيب من الخير.

[2] سورة الحج، الآية 25.

اسم الکتاب : باب الحوائج الإمام موسى الكاظم(ع) المؤلف : حسين الحاج حسن    الجزء : 1  صفحة : 266
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست