اسم الکتاب : باب الحوائج الإمام موسى الكاظم(ع) المؤلف : حسين الحاج حسن الجزء : 1 صفحة : 264
واجب شرعي أوصى عليه اللّه عز و جل في كتابه، و أوصى عليه الرسول (صلّى اللّه عليه و آله و سلم) في أحاديثه الشريفة، و قاومه الأئمة (عليهم السّلام) كل واحد منهم حسب الظرف المناسب له.
و الامام موسى الكاظم ابن أبيه و أجداده (عليهم السّلام) كان موقفه مع هارون الرشيد الطاغية الظالم موقفا سلبيّا، تمثلت فيه صلابة الحق و صرامة العدل.
فقد حرّم على شيعته التعاون مع السلطة الحاكمة بأي وجه من الوجوه.
من ذلك ما قاله لصاحبه صفوان و كان صاحب جمال يكريها لهارون أيام حج بيت اللّه الحرام، أفهمه ان التعامل مع الظالمين حرام، فاضطرّ صفوان لبيع جماله، فعرف هارون، مما دفعه الى الحقد على صفوان و همّ بقتله.
و كذلك منع الامام (عليه السّلام) زياد بن أبي سلمة من وظيفته في بلاط هارون عملا بقول الرسول الأكرم (صلّى اللّه عليه و آله و سلم)، عن أبيه الصادق عن أبيه، عن جابر بن عبد اللّه الأنصاري قال: «قال رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله و سلم): من أرضى سلطانا بسخط اللّه خرج من دين اللّه» [2].
لقد شاعت في الأوساط الاسلامية فتوى الامام الكاظم بحرمة الولاية من قبل هارون الطاغية و أضرابه من الحكام الظالمين، فأوغر ذلك قلب هارون و ساءه الى أبعد الحدود، فترقّب له ساعة الوقوع به.
و نوجز القول: ان موقف الامام مع هارون كان موقفا صريحا واضحا، لم يصانع و لم يتسامح معه على الإطلاق.
فقد دخل عليه في بعض قصوره الأنيقة و الفريدة في جمالها في بغداد، فانبرى إليه هارون و قد أسكرته نشوة الحكم قائلا:
ما هذه الدار؟ فأجابه الامام (عليه السّلام) غير مكترث بسلطانه و جبروته قائلا:
«هذه دار الفاسقين» قال اللّه تعالى في كتابه العزيز: