responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : باب الحوائج الإمام موسى الكاظم(ع) المؤلف : حسين الحاج حسن    الجزء : 1  صفحة : 262

يتوضح من خلال هذه الرواية و غيرها اعتقاد هارون بإمامة موسى (عليه السّلام) و أنه خليفة اللّه في أرضه، و حجّته على عباده، و ان الخلافة الاسلامية من حقوقه الخاصة، و هو أولى بها منه، لكن الذي حدث عكس ذلك لأن حب الدنيا و زهوة السلطان هو الذي سلبها منه و من آبائه من قبله. فالملك عقيم، كما كشف هارون عن نفسه في حديثه مع ابنه المأمون، السبب الأساسي في حرمانه الامام الكاظم (عليه السّلام) من عطائه حسب منزلته. عقدة الخوف تطارده دائما، و هي انتفاضة الامام و خروجه عليه إن تحسنت أحواله الاقتصادية.

و هذا هو الحرب الذي تستعمله الدول المستعمرة مع خصومها اليوم من أجل انهاكها و إضعافها. لكن الليل سوف يزول مهما تأخر طلوع الصباح.

كان الرشيد يعلم بمكانة الامام الاجتماعية، و كفاءته العلمية، و محبّة الناس له، و تقديرهم لمواهبه، و هو نفسه يعتقد ان الامام وارث علوم الأنبياء، و خليفة اللّه الحق على عباده، فكان يسأله دائما عما يجري من الأحداث، و الامام (عليه السّلام) لم يبخل عليه بأي جواب.

و قد سأله عن الأمين و المأمون، فأخبره بما يقع بينهما، فحزّ ذلك في نفسه، و تألّم كثيرا.

روى الأصمعي قال: دخلت على الرشيد، و كنت قد غبت عنه بالبصرة حولا، فسلّمت عليه بالخلافة، فأومأ لي بالجلوس قريبا منه فجلست، ثم نهضت، فأومأ لي ثانية أن أجلس فجلست حتّى خفّ الناس، ثم قال لي: «يا أصمعي ألا تحب أن ترى محمدا و عبد اللّه ابنيّ؟».

قلت: «بلى يا أمير المؤمنين، إني لأحب ذلك، و ما أردت القصد إلّا إليهما لأسلّم عليهما».

أمر الرشيد بإحضارهما، فأقبلا حتى وقفا على أبيهما، و سلّما عليه بالخلافة، فأومأ لهما بالجلوس، فجلس محمد عن يمينه، و عبد اللّه عن يساره ثم أمرني بمطارحتهما الأدب، فكنت لا ألقي عليهما شيئا في فنون الأدب إلّا أجابا فيه، و أصابا، فقال الرشيد: كيف ترى أدبهما؟

اسم الکتاب : باب الحوائج الإمام موسى الكاظم(ع) المؤلف : حسين الحاج حسن    الجزء : 1  صفحة : 262
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست