responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : باب الحوائج الإمام موسى الكاظم(ع) المؤلف : حسين الحاج حسن    الجزء : 1  صفحة : 261

ثيابه، و شيّعوه الى منزله، فانطلقوا مع الامام بخدمته و أسرّ الامام (عليه السّلام) الى المأمون فبشّره بالخلافة و أوصاه بالإحسان الى ولده، و لما انتهوا من خدمة الامام (عليه السّلام) و إيصاله إلى داره. قال المأمون كنت أجرأ ولد أبي عليه، فلما خلا المجلس قلت له:

«يا أمير المؤمنين، من هذا الرجل الذي عظّمته و قمت من مجلسك إليه فاستقبلته و أقعدته في صدر المجلس، و جلست دونه ثم أمرتنا بأخذ الركاب له»؟

قال هارون: هذا إمام الناس، و حجّة اللّه على خلقه، و خليفته على عباده.

قال المأمون: يا أمير المؤمنين أو ليست هذه الصفات كلها لك و فيك؟

قال هارون: أنا إمام الجماعة في الظاهر بالغلبة و القهر، و موسى بن جعفر إمام الحق، و اللّه يا بني: إنه لأحق بمقام رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله و سلم) مني و من الخلق جميعا، و و اللّه لو نازعتني أنت هذا الأمر لأخذت الذي فيه عينيك فان الملك عقيم.

فيا سبحان اللّه عرف الحق و نطق به، ثم انحرف عنه حبا بالتملك و السلطان.

اهتم هارون بدنياه و نسي أو تناسى اليوم الآخر، يوم لا ينفع لا مال و لا ولد و لا سلطان!!

بقي هارون في يثرب عدة أيام، و لما أزمع على الرحيل منها أمر للإمام بصلة ضئيلة جدا قدرها مائتا دينار، و أوصى الفضل بن الربيع أن يعتذر له عند الإمام.

فانبرى إليه ولده المأمون مستغربا من قلّة صلته مع كثرة تعظيمه و تقديره الزائد له قائلا:

«يا أمير المؤمنين تعطي أبناء المهاجرين و الأنصار، و سائر قريش و بني هاشم، و من لا يعرف نسبه خمسة آلاف دينار، و تعطي الامام موسى بن جعفر و قد عظمته و أجللته مائتي دينار و هي أخس عطية أعطيتها أحدا من الناس؟ فغضب هارون و صاح على ابنه قائلا: «اسكت، لا أم لك، فإني لو أعطيت هذا ما ضمنته له ما كنت آمنه أن يضرب وجهي بمائة ألف سيف من شيعته و مواليه، و فقر هذا و أهل بيته أسلم لي و لكم من بسط أيديهم» [1].


[1] البحار ج 11 ص 270- 272.

اسم الکتاب : باب الحوائج الإمام موسى الكاظم(ع) المؤلف : حسين الحاج حسن    الجزء : 1  صفحة : 261
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست