اسم الکتاب : إعراب القرآن المؤلف : الزجاج الجزء : 1 صفحة : 354
الباب السابع عشر
هذا باب ما جاء في التنزيل من اجتماع الهمزتين و ذلك يكون على وجوه فى الكلام، و ينبغى أن نعلمك أصلا قبل ذلك، فإن اجتماعهما يبتنى على ذلك الأصل، و هو: أن تعرف أن الهمزة المتحركة و قبلها ألف متحرك تكون على تسعة أوجه [1] :
أحدها: أن تكون مفتوحة مضموما ما قبلها، نحو: «جؤن» .
و الثاني: أن تكون مفتوحه مكسورا ما قبلها، نحو: مئر: بوزن «معر» ، و هذه ليس فيها إلا أن تقلب واوا فى حال الضم، و ياء فى حال الكسر، نحو «جون» و «مير» بواو و ياء خالصين، و لا يجوز فيهما بين بين.
و ذلك أن الهمزة المفتوحة، إذا جعلتها بين بين قرّبتها من الألف، و الألف لا تقع بعد الضمة و الكسرة بوجه ما، و هو مما تشهد الضرورة به، فكذلك لا يقع ما بعدهما ما يقارب الألف، كما أن الألف لما لم يمكن الابتداء به لم يكن جعل الهمزتين بين بين فى الابتداء، و إذا امتنع كونها بين بين، فليس إلا القلب.
و الضرب الثالث: أن تكون الهمزة مفتوحة مفتوحا ما قبلها، فهذه تخفيفها أن تجعل بين بين، نحو: «سال» و «قرا زيد» و ذلك أن الألف من شأنها أن تقع بعد الفتحة، و كذلك يقع المقرّب منها بعدها، و قد عرّفتك أن هذا التخفيف مما ينكشف سره بالمشافهة.