responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : أنوار النبي(ص) أسرارها و أنواعها المؤلف : المرسي، عبد الحق بن سبعين    الجزء : 1  صفحة : 85

النور الثاني و هو نور الغاية الإنسانية:

فهو شأنه الذي كان ليلة الإسراء، فإن الأنبياء خير البشر جاز عليهم في السموات، ثم تركهم و قطع عوالم الملأ.

فهذه نورانية كشف بها أنه وصل الغاية و بلغها، ثم وصل إلى محل الكروبيين، ثم إلى أكثر ثم إلى آخر العمارة الروحانية و الجسمانية.

* قلت: قال الشيخ جعفر الكتناني رضي اللّه عنه:

قال الشيخ الأكبر في الفتوحات في الباب الثامن و التسعين و مائة في الفصل السابع و الثلاثين ما نصه:

لما أراد اللّه تعالى كمال هذه النشأة الإنسانية جمع لها بين يديه، و أعطاها جميع حقائق العالم، و تجلّى لها في الأسماء كلها، فحازت الصورة الإلهية و الصورة الكونية، و جعلهما روحا للعالم، و جعل أصناف العالم له كالأعضاء من الجسم للروح المدبر له، فلو فارق العالم هذا الإنسان مات العالم، كما أنه إذا فارق منه ما فارق كان فراقه لذلك الصنف من العالم كالخدر لبعض الجوارح من الجسم فتتعطل تلك الجارحة؛ لكون الروح الحساس النامي فارقها كما تتعطل الدنيا بمفارقة الإنسان، فالدار الدنيا جارحة من جوارح جسد العالم الذي الإنسان روحه، فلما كان له هذا الاسم الجامع قابل الحضرتين بذاته، فصحّت له الخلافة و تدبير العالم و تفصيله انتهى.

و منها: إنه مخلوق من ذات اللّه بلا واسطة، كما في الحديث الذي يذكره أرباب الكشف و هو: «أنا من اللّه و المؤمنين مني‌ [1]» و هذا لم يكن لغيره.

و في حق سيدنا محمد (صلى اللّه عليه و سلّم): سُبْحانَ الَّذِي أَسْرى‌ بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرامِ‌ إلى قوله: لِنُرِيَهُ مِنْ آياتِنا أي: عجائب ملكنا و ملكوتنا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ‌ لتلك الآيات‌


[1] ذكره العجلوني في كشف الخفا (1/ 237).

اسم الکتاب : أنوار النبي(ص) أسرارها و أنواعها المؤلف : المرسي، عبد الحق بن سبعين    الجزء : 1  صفحة : 85
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست