responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : أصول الفقه مع تعليق زارعي السبزواري المؤلف : المظفر، الشيخ محمد رضا    الجزء : 1  صفحة : 562

لهذه الصورة في المتعارضين.

و ببيان آخر برهانيّ، نقول: إنّ المتعارضين لا يخلوان عن حالات أربع: إمّا أن يكونا مقطوعي الدلالة، مظنوني السند، أو بالعكس- أي يكونان مظنوني الدلالة، مقطوعي السند-، أو يكون أحدهما مقطوع الدلالة، مظنون السند، و الآخر بالعكس، أو يكونا مظنوني الدلالة و السند معا.

أمّا: فرض أحدهما أو كلّ منهما مقطوع الدلالة و السند معا فإنّ ذلك يخرجهما عن كونهما متعارضين، بل الفرض الثاني مستحيل- كما تقدّم- (1).

و عليه، فللمتعارضين أربع حالات ممكنة، لا غيرها؛ فإن كانت الأولى، (2) فلا مجال فيها للجمع في الدلالة مطلقا؛ للقطع بدلالة كلّ منهما، فهو خارج عن مورد القاعدة رأسا- كما أشرنا إليه-، بل هما في هذه الحالة إمّا أن يرجع فيهما إلى الترجيحات السنديّة، أو يتساقطا حيث لا مرجّح، أو يتخيّر بينهما.

و إن كانت الثانية، (3) فإنّه مع القطع بسندهما، كالمتواترين، أو الآيتين القرآنيتين لا يعقل طرحهما، أو طرح أحدهما من ناحية السند، فلم يبق إلّا التصرّف فيهما من ناحية الدلالة.

و لا يعقل جريان أصالة الظهور فيهما معا؛ لتكاذبهما في الظهور. و حينئذ، فإن كان هناك جمع عرفيّ بينهما- بأن يكون أحدهما المعيّن قرينة على الآخر، أو كلّ منهما قرينة على التصرّف في الآخر على نحو ما يأتي من بيان وجوه الجمع الدلالي، فإنّ هذا الجمع في الحقيقة يكون هو الظاهر منهما- فيدخلان بحسبه في باب الظواهر، و يتعيّن الأخذ بهذا الظهور.

و إن لم يكن هناك جمع عرفيّ- فإنّ الجمع التبرّعيّ لا يجعل لهما ظهورا فيه ليدخل في باب الظواهر و يكون موضعا لبناء العقلاء. و لا دليل في المقام غير بناء العقلاء على الأخذ بالظواهر- فما الذي يصحّح الأخذ بهذا التأويل التبرّعيّ، و يكون دليلا على حجّيّته؟


[1]. تقدّم في الصفحة: 545.

[2]. و هي أن يكون المتعارضان مقطوعي الدلالة، مظنوني السند، كالخبرين الواحدين كانا مقطوعي الدلالة.

[3]. و هي أن يكونا مظنوني الدلالة، مقطوعي السند، كالخبرين المتواترين أو الآيتين.

اسم الکتاب : أصول الفقه مع تعليق زارعي السبزواري المؤلف : المظفر، الشيخ محمد رضا    الجزء : 1  صفحة : 562
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست