كم في كتاب اللّٰه تعظيم الفلك * * * أطّ و حقّ كم به حطّ الملك
معترك الأملاك و الأنوار * * * موصل فيض الملك المختار
و قضاء الحاجات و غير ذلك، (يعرفه البصير). كما يرشد إليه ما ورد في الشرائع من التوجّه و مدّ الأيدي إليه، و الثناء و التسليم على النيّرين، و عدم الاستقبال إليهما حين التخلّي و نحو ذلك.
(كم في كتاب اللّٰه تعظيم الفلك) و كم من سورة كرّر فيها ذكره و عظّمه، (أطّ)- الأطيط: الأنين- (و حقّ) أي حقيق به، (كم به حطّ الملك) إشارة إلى الحديث [1] «أطّت السماء و حقّ لها أن تئطّ [2]، ما فيها موضع قدم إلّا و فيها ملك راكع أو ساجد»، و الفلك (معترك الأملاك) جمع الملك كما قال الحميري [3]:
يقول و الأملاك من حوله * * * و اللّٰه فيهم شاهد يسمع
(و الأنوار) و هو (موصل فيض الملك)- بكسر اللام- (المختار)، إلى ما دونه من عالم الكون و الفساد فهو رابط الكائنات بالمبدع القديم تعالى بنفسه و حركته.
(المؤثر)- بفتح المثلّثة أي المنتخب كما يطلق عليه الأثير- (المؤثّر)- بتشديد
[1] عن النبي (صلّى اللّٰه عليه و آله و سلّم) بلفظ: «. ما فيها موضع أربع أصابع.» في المسند: 5/ 173.
الترمذي: كتاب الزهد، باب (9)، 4/ 556، ح 2312. مستدرك الحاكم: كتاب التفسير، سورة هل أتى، 2/ 510. و كتاب الفتن: 4/ 544، و كتاب الأهوال، 4/ 579. حلية الأولياء: ترجمة مورق العجلي، 2/ 236. كنز العمال: 10/ 367، ح 29838.
راجع أيضا تخريجاتها في الدر المنثور: 7/ 135- 136، الصافات/ 164.
[2] قال ابن الأثير (النهاية: أطط: 1/ 54): «الأطيط: صوت الأقتاب، و أطيط الإبل: أصواتها و حنينها، أي إن كثرة ما فيها من الملائكة قد أثقلها حتّى أطّت، و هذا مثل و إيذان بكثرة الملائكة، و إن لم يكن ثمّ أطيط، و إنما هو كلام تقريب أريد به تقرير عظمة اللّٰه تعالى».
[3] من القصيدة العينية المعروفة للسيد الحميري التي أولها