responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : أرجوزة في الفقه المؤلف : السبزواري، الملا هادي    الجزء : 1  صفحة : 168

و القربة قرب التخلّق علم * * * لا قرب شيئين أصيلين، استقم

فليس بالذاتيّ و لا الزمانيّ * * * و لا برتبيّ و لا مكانيّ

أو غيرها، لأنّه عنها نزه * * * لا ضدّ أو ندّ و مثل و شبه

النفس العاقلة ناطقة، و الكليّات كلماتها، و هي أتمّ من الحديث الخيالي الجزئيّة و كلّيتها.

(و الداع محض القربة من ربّي، و القربة)- و هي الّتي تجعل جميع النسك و العبادات، بل جميع الأعمال مغيّاة بها- (قرب التخلّق) بأخلاق اللّه تعالى (علم)، فليقصد العامل أن يجعل أعماله ذريعة و مقدّمة للتخلّق بأخلاق اللّه علما و عملا، فإنّ كلّ فاعل يريد أن يصل بفعله إلى مطلوب و غاية، فلذلك المطلوب وجوب مثلا أصاليّ، و لذلك الفعل وجوب توصّلي، و حقيقة قرب التخلّق هي الفناء في اللّه تعالى، (لا قرب شيئين أصيلين، استقم) في المقام.

(فليس) قرب اللّه المطلوب في نيّات الأعمال (بالذاتيّ) كمعيّن بالذات متقدّمين بالذات أو متأخّرين بالذات، في مقابل متقدّم و متأّخر بالذات، (و لا) القرب (الزمانيّ) كمتتاليين أو توأمين في الزمان، (و لا برتبيّ) في الشرف و الفضيلة (و لا مكانيّ) كمتتاليين في المكان أو متمكّنين في الصدر (أو غيرها) كمتقدّمين بالطبع أو بالتقوّم و غير ذلك، (لأنّه) تعالى و تقدّس (عنها نزه) و يجلّ ساحة عزّه عنها (لا ضدّ أو ندّ) كلمة «أو» بمعنى الواو (و مثل و شبه) له تعالى، فليس هو تعالى في زمان أو مكان أو مرتبة محدودة و نحو ذلك يصل العامل بعمله أو يقرب إلى ذلك الزمان أو ذلك المكان أو تلك المرتبة.

في خطبة نهج البلاغة [1] «. و من أشار إليه فقد حدّه، و من حدّه فقد عدّه».


[1] نهج البلاغة: الخطبة 1.

اسم الکتاب : أرجوزة في الفقه المؤلف : السبزواري، الملا هادي    الجزء : 1  صفحة : 168
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست