اسم الکتاب : أخلاق أهل البيت المؤلف : الصدر، السيد مهدي الجزء : 1 صفحة : 492
وقال الصادق (عليه السلام) : ( مَن كان رفيقاً في أمره ، نال ما يُريد مِن الناس )[1].
وقال أمير المؤمنين (عليه السلام) في عهده إلى مالك الأشتَر : ( وأشعِر قلبَك الرحمة للرعيّة ، والمحبّة لهم واللطف بهم ، ولا تكوننّ سبُعاً ضارياً تغتنم أكلَهم ، فإنّهم صنفان : إمّا أخٌ لك في الدين ، وإمّا نظيركَ في الخلق ، يفرط منهم الزلَل ، وتعرُض لهم العِلل ، ويُؤتي على أيديهم في العمد والخطأ ، فاعطهم مِن عفوك وصفحك مثل الذي تحبّ وترضى أنْ يعطيك اللّه مِن عفوه وصفحه ، فإنّك فوقهم ، ووالي الأمر عليك فوقك ، واللّه فوق مَن ولاّك ، وقد استكفاك أمرهم وابتلاك بهم ).
وبديهيّ أنّ الرفق لا يجمل وقعه ولا يحمد صنيعه إلاّ مع النبلاء الأخيار ، أمّا الأشرار العابثون بأمن المجتمع وحرماته فإنّهم لا يستحقّون الرفق ولا يليق بهم ، إذ لا تجديهم إلاّ القسوة الزاجرة والصرامة الرادعة عن غيّهم وإجرامهم .
إذا أنـتَ أكـرمت الـكريم مـلكته وإنْ أنـت أكـرمت الـلئيم iiتـمرّدا
ووضع الندى في موضع السيف بالعلا مضرٌ كوضعِ السيف في موضع الندى
مظاهر الرفق :
وللرفق صورٌ رائعة ومظاهر خلاّبة ، تتجلّى في أقوال الحاكم وأفعاله .