فرُبّ متعةٍ بريئة ، يتعاطاها فردان : يحسبها الأوّل طيّبةً مباحة ، ويحسبُها الثاني جريرةً وذنباً ، حيث ألهته عمّا يتعشّقه مِن ذكر اللّه عزّ وجل وعبادته .
وحيث كان الأنبياء (عليهم السلام) هُم المَثل الأعلى في الإيمان باللّه ، والتفاني في طاعته والتولّه بعبادته ، أعتُبر تركُ الأولى منهم ذنباً وتقصيراً ، كما قيل : ( حسَنات الأبرار سيّئات المقربّين ) .
هذا إلى أنّ معاناة المحن لا تنجم عن اقتراف الآثام والذنوب فحسب، فقد تكون كذلك.
وقد تكون المحن والأرزاء وسيلة لاستجلاء صبر الممتَحن ، وجَلَده على طاعة اللّه ، ونافذ قَدَرِه ومشيئته ، وقد تكون وسيلةً لمضاعفة أجر المبتلى ، وجزيل ثوابه ، بصبره على تلك المعاناة ، وتفويض أمره إلى اللّه عزّ وجل .
اسم الکتاب : أخلاق أهل البيت المؤلف : الصدر، السيد مهدي الجزء : 1 صفحة : 252