responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : أخلاق أهل البيت المؤلف : الصدر، السيد مهدي    الجزء : 1  صفحة : 251

معاجلةُ المذنبين وهُم بُرَءاءُ مِن الذنوب .

أو يُصابِر المجرمين استدراجاً لهم ، ليزدادوا طُغياناً وإثماً ، فيأخُذهم بالعقاب الصارم ، والعذاب الأليم ، كما صرّحت بذلك الآيات والروايات .

قال اللّه تعالى : ( وَلا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّمَا نُمْلِي لَهُمْ خَيْرٌ لأَنْفُسِهِمْ إِنَّمَا نُمْلِي لَهُمْ لِيَزْدَادُوا إِثْماً وَلَهُمْ عَذَابٌ مُهِينٌ )( آل عمران : 178 ) .

وقال سُبحانه : ( وَلَوْ يُؤَاخِذُ اللَّهُ النَّاسَ بِمَا كَسَبُوا مَا تَرَكَ عَلَى ظَهْرِهَا مِنْ دَابَّةٍ وَلَكِنْ يُؤَخِّرُهُمْ إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى )( فاطر : 45 ) .

وقال الصادق (عليه السلام) : ( إذا أرادَ اللّهُ بعبدٍ خيراً ، فأذنَب ذنباً ، أتبَعهُ بنقمةٍ ، ويُذكّره الاستغفار ، وإذا أراد بعبدٍ شراً ، فأذنب ذنباً ، أتبعه بنعمةٍ ، ليُنسيه الاستغفار ، ويتمادى بها ، وهو قول اللّه تعالى : ( سَنَسْتَدْرِجُهُمْ مِنْ حَيْثُ لا يَعْلَمُونَ )( القلم : 44 ) بالنِّعَم عند المعاصي )[1] .

وقال الإمام موسى بن جعفر (عليهما السلام) : ( إنّ للّه عزّ وجل في كلِّ يومٍ وليلة مُنادِياً يُنادي : مهلاً مهلاً ، عبادَ اللّه عن معاصي اللّه ، فلولا بهائمٌ رُتّع ، وصبيةٌ رُضّع ، وشيوخٌ ركّع ، لصُبّ عليكم العذاب صبّاً ، تُرَضّون به رضّاً )[2] .

وقد يختلِج في الذهن أنّ الأنبياء والأوصياء معصومون مِن اقتراف الذنوب والآثام ، فكيف يؤاخذون بها ، ويعانون صنوف المِحَن والأرزاء ؟

وتوجيه ذلك : أنّ الذنوب تختلف ، وتتفاوَت باختلاف الأشخاص ،


[1] الوافي ج 3 ص 173 عن الكافي .

[2] الوافي ج 3 ص 168 عن الكافي .

اسم الکتاب : أخلاق أهل البيت المؤلف : الصدر، السيد مهدي    الجزء : 1  صفحة : 251
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست