اسم الکتاب : أخلاق أهل البيت المؤلف : الصدر، السيد مهدي الجزء : 1 صفحة : 250
والذنوب ، وحذِّرها شيعتنا ، فواللّه ما هي إلى أحدٍ أسرع منها إليكم ، إنّ أحدَكم لتُصيبه المَعَرّة مِن السلطان ، وما ذاك إلاّ بذنوبه ، وإنّه ليصيبه السقَم وما ذاك إلاّ بذنوبه ، وإنّه ليُحبَس عنه الرزق وما هو إلاّ بذنوبه ، وإنّه ليُشدّد عليه عند الموت وما هو إلاّ بذنوبه ، حتّى يقول مَن حضر : لقد غُمّ بالموت ) .
فلمّا رأى ما قد دخلني ، قال : ( أتدري لم ذاك يا مفضل ؟ ) قلتُ : لا أدري جُعلت فداك .
قال : ( ذاك واللّه أنّكم لا تؤاخَذون بها في الآخرة ، وعُجّلت لكم في الدنيا )[1] .
وقال أمير المؤمنين (عليه السلام) : ( توقّوا الذنوب ، فما مِن بليّةٍ ، ولا نقصِ رِزقٍ ، إلاّ بذنبٍ ، حتّى الخَدْش ، والكبوَة ، والمصيبة ، قال اللّه عزّ وجل : ( وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ ))[2] .
وربّما لبّس الشيطان على بعضٍ الأغراء ، بأنّ الذنوب لو كانت ماحقة مدمّرة ، لأشقّت المنهمكين عليها ، السادرين في اقترافه ا، وهُم رَغم ذلك في أرغَد عيش وأسعَدِ حياة .
وخفِيَ عليهم أنّ اللّه عزَّ وجل لا يُعجزه الدرك ، ولا يخاف الفوت ، وإنّما يُمهِل العُصاة ، ويُؤخّر عقابهم ، رعايةً لمصالحهم ، عسى أنْ يثوبوا إلى الطاعة والرشد ، أو يُمهَلَهم إشفاقاً على الأبرياء والضُّعَفاء مِمّن تضرّهم