responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : أخلاق أهل البيت المؤلف : الصدر، السيد مهدي    الجزء : 1  صفحة : 203

وأشرفت على الغرَق ، أما كانت غاية مطلوبك النجاة ، وإنْ يفوتك كلّ ما بيدك . قال : نعم .

قال : ولو كنت ملِكاً على الدنيا ، وأحاط بك مَن يريد قتلك ، أما كان مرادك النجاة مِن يده ، ولو ذهب جميع ما تملك . قال : نعم .

قال : فأنتَ ذلك الغنيُّ الآن ، وأنت ذلك الملكُ ، فتسلّى الرجل بكلامه .

وقال بعض العارفين لرجلٍ مِن الأغنياء : كيف طلبك للدنيا ؟ فقال : شديد . قال : فهل أدركت منها ما تريد ؟ قال : لا . قال : هذه التي صرَفت عُمرك في طلبِها لم تحصَل منها على ما تريد فكيف التي لم تطلبها !!

ولا ريب أنّ تلك العِظات لا تنجع إلاّ في القلوب السليمة ، والعقول الواعية ، أما الذين إسترقّتهم الحياة ، وطبعت على قلوبهم ، فلا يجديهم أبلغ المواعظ ، كما قال بعض العارفين : إذا أُشرب القلبُ حبَّ الدنيا لم تنجع فيه كثرة المواعظ ، كما أنّ الجسَد إذا استحكم فيه الداء ، لم ينجع فيه كثرة الدواء .

اسم الکتاب : أخلاق أهل البيت المؤلف : الصدر، السيد مهدي    الجزء : 1  صفحة : 203
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست