responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : أخلاق أهل البيت المؤلف : الصدر، السيد مهدي    الجزء : 1  صفحة : 204

( ب ) غرور العلم

ومن صوَر الغرور ومفاتنه ، الاغترار بالعلم ، واتّساع المعارف ، ممّا يثير في بعض الفضلاء الزهو والتيه ، والتنافس البشِع على الجاه ، والتهالك على الأطماع ، ونحوها من الخلال المقيتة ، التي لا تليق بالجُهّال فضلاً عن العلماء .

وربّما أفرط بعضهم في الزهو والغرور ، فَجُنَّ بجنون العظَمَة ، والتطاول على الناس بالكِبَر والازدراء .

وفات المغترّين بالعِلم ، أنّ العِلم ليس غايةً في نفسه ، وإنّما هو وسيلةٌ لتهذيب الإنسان وتكامله ، وإسعاده في الحياتين الدنيويّة والأُخروية، فإذا لم يحقّق العِلم تلك الغايات السامية ، كان جُهداً ضائعاً ، وعَناءً مُرهِقاً ، وغروراً خادعاً : ( مَثَلُ الَّذِينَ حُمِّلُوا التَّوْرَاةَ ثُمَّ لَمْ يَحْمِلُوهَا كَمَثَلِ الْحِمَارِ يَحْمِلُ أَسْفَارًا ...)( الجمعة : 5 ) .

وقد أحسن الشاعر حيث يقول :

ولو أنّ أهل العلم صانوه صانهم ولـو عَظّموه في النفوس لعَظُما

ولـكن أهـانوه فـهان وجهّموا مـحيّاه بـالأطماع حتّى iiتجهّما

فالعلم كالغيث ينهلّ على الأرض الطيبة ، فيحيلها جناناً وارفة ،

اسم الکتاب : أخلاق أهل البيت المؤلف : الصدر، السيد مهدي    الجزء : 1  صفحة : 204
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست