اسم الکتاب : أخلاق أهل البيت المؤلف : الصدر، السيد مهدي الجزء : 1 صفحة : 202
والجرذان هُما الليل والنهار القارضان للأعمال ، والعسَل المختلط بالتراب هو لذات الدنيا الممزوجة بالكدَر والآثام ، والزنابير هم أبناء الدنيا المتزاحمون عليها ) .
ومِن العِبر البالغة في تصرّم الحياة وإنْ طالت : ما رُوي أنّ نوحاً (عليه السلام) عاش ألفَين وخمسمِئة عام ، ثمّ إنّ ملَك الموت جاءه وهو في الشمس ، فقال : السلام عليك . فرّد عليه نوح (عليه السلام) وقال له : ما حاجتك يا ملك الموت ؟ قال : جئت لأقبض روحك . فقال له : تدَعني أتحوّل من الشمس إلى الظلّ . فقال له : نعم . فتحوّل نوح (عليه السلام) ، ثمّ قال : يا ملك الموت ، فكأنّ ما مرّ بي في الدنيا مثل تحوّلي من الشمس إلى الظلّ !! فامضِ لما أُمِرت به . فقبض روحه (عليه السلام) .
وردّد هارون الرشيد وهو ينتقي أكفانه عند الموت : ( مَا أَغْنَى عَنِّي مَالِيَهْ * هَلَكَ عَنِّي سُلْطَانِيَهْ )( الحاقّة : 28 - 29 ) .
وقيل لعبدِ الملك بن مروان في مرَضه : كيف تجدك يا أبا مروان ؟ قال : أجدُني كما قال اللّه تعالى : ( وَلَقَدْ جِئْتُمُونَا فُرَادَى كَمَا خَلَقْنَاكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَتَرَكْتُمْ مَا خَوَّلْنَاكُمْ وَرَاءَ ظُهُورِكُمْ..)( الأنعام : 94 ) .
ورأى زيتون الحكيم رجُلاً على شاطئ البحر مهموماً محزوناً ، يتلهّف على الدنيا ، فقال له : يا فتى ، ما تلهفك على الدنيا ! لو كنت في غاية الغنى ، وأنت راكبٌ لجّةَ البحر ، وقد انكسرت بك السفينة ،
اسم الکتاب : أخلاق أهل البيت المؤلف : الصدر، السيد مهدي الجزء : 1 صفحة : 202