اسم الکتاب : أخلاق أهل البيت المؤلف : الصدر، السيد مهدي الجزء : 1 صفحة : 101
واليك نموذجاً من ذلك :
1 - تسامى بشعورِ المسلمين وعواطفهم ، أنْ تسترقها النعرات العصبيّة ، ونزعاتها المُفرّقة ، ووجّهها نحو الهدف الأسمى مِن طاعة اللّه تعالى ورضاه : فالحبّ والبغض ، والعطاء والمنع ، والنصر والخذلان : كلّ ذلك يجب أنْ يكون للّه عزَّ وجل ، وبذلك تتوثّق عرى المؤاخاة ، وتتلاشى النزعات المُفرّقة ، ويغدو المسلمون كالبنيان المرصوص ، يَشُدّ بعضُه بعضاً .
وإليك قبَساً مِن آثار أهل البيت (عليهم السلام) في هذا المقام :
عن الباقر عليه السلام قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله ( ودّ المؤمن للمؤمن في اللّه، من أعظم شعب الايمان، ألا ومن أحبّ في اللّه، وأبغض في اللّه، وأعطى في اللّه، ومنع في اللّه، فهو من أصفياء اللّه )[1] .
وقال الصادق (عليه السلام) : ( إنّ المتحابّين في اللّه يوم القيامة ، على منابرَ من نور ، قد أضاء نورُ وجوهِهم ، ونورُ أجسادِهم ، ونورُ منابرهِم ، كلّ شيءٍ حتّى يُعرفوا به ، فيُقال هؤلاء المتحابّون في اللّه )[2] .
وقال عليّ بن الحسين (عليه السلام) : ( إذا جمَع اللّه عزّ وجل الأولين والآخرين ، قام منادِ يُنادي بصوتٍ يسمَع الناس ، فيقول : أين المتحابّون في اللّه ؟ قال : فيقوم عُنُق من الناس ، فيقال لهم : اذهبوا إلى الجنّة