الاخبار و هي خالية عن الدلالة على جواز التغني بالقرآن و ان دلت على تحسين الصوت في القرآن، و ليس كل تحسين غناء كما ان أخبار سيد الساجدين لا دلالة فيها الا على حسن صوته، و قد عرفت في ما مر ان الغناء غير حسن الصوت الذي هو من خواص الانبياء، حتى ورد في الاخبار (انه ما بعث الله نبيا الا حسن صوته) [1]، و قد عرفت ذلك مفصلا في ما مر، و على تقدير دلالة الاخبار المذكورة فليست لها قابلية معارضة ما سمعت من الاخبار المتقدمة المجبورة بما علمت من الادلة المتقدمة فاما ان تؤول او تطرح.
رابعها: بعض الاخبار النبوية منها ما روي عن النبي (صلّى الله عليه و آله و سلم):
(ليس منا من لم يتغنّ بالقرآن) [2]، و خبر عبد الرحمن بن السائب (قال: اتيت سعداً و قد كف بصره فسلمت عليه، فقال: من انت؟ فاخبرته، فقال مرحباً يا ابن اخي، بلغني انك حسن الصوت بالقرآن، سمعت رسول الله (صلّى الله عليه و آله و سلم) يقول: ان هذا القرآن نزل بحزن فإذا قرأتموه فابكوا فان لم تبكوا فتباكوا، فمن لم يتغن بالقرآن فليس منا) [3]، و ما روي عنه (صلّى الله عليه و آله و سلم) انه قال: (لا يأذن الله لشيء من أهل الارض الا لأصوات المؤمنين و الصوت الحسن في بالقرآن) [4]، قال و هذه الاخبار دالة على جواز التغني بالقرآن بل على رجحانه. أقول اما الخبر الثالث فمعناه (لا يستمع) قال الشاعر:
صم إذا سمعوا خيرا ذكرت به * * * و ان ذكرت بشرّ عندهم أذنُ [5]