responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : أحكام المتاجر المحرمة المؤلف : كاشف الغطاء، الشيخ مهدي    الجزء : 1  صفحة : 112

مسألة التكسب بالغناء

من جملة ما يحرم التكسب به لحرمته ذاتاً الغناء، و الكلام أما في موضوعه أو في حكمه أو مستثنياته، فينتظم البحث فيه في مقامات ثلاثة:

المقام الأول: في موضوعه

قال في محكي القاموس (الغناء ككساء من الصوت ما طُرّب به) [1]، و عن النهاية (كل من رفع صوتاً و والاه فصوته عند العرب غناء) [2]، و نقل في محكي النهاية عن الشافعي (انه تحسين الصوت و ترقيقه) [3]، و عن بعض كتب اللغة أنه (ترجيع الصوت و مده)، و عن آخر (أنه مد الصوت)، و عن آخر (انه رفع الصوت)، و عن المصباح المنير أنه (الصوت) [4]، الى غير ذلك من كلمات أهل اللغة المختلفة في تفسيره غاية الاختلاف و ليس الاختلاف في كلامهم مبنياً على التعارض حتى ينظر في التعادل و يرجح الأكثر أو الأبصر او على الجمع فيؤخذ بالجامع للصفات لأنه المتيقن و الأصل جواز ما عداه، أو بالجميع عملا بقول المثبت فيما أثبته و رداً للنافي فيما نفاه، بل أنما قصدهم كما لا يخفى على من مارس كلامهم في بيانهم لمعاني الألفاظ الشائعة المشهورة الدوران حول العرف و الإشارة اليه و بيان المعنى العام ليحترز عن إدخاله في جنس آخر كبيان أن الغناء من مقولة الأصوات و كيفياتها، كما أن غرضهم في قولهم: (سعدانة نبت) بيان انها من مقولة النبات و انها من هذا الجنس لا من غيره، و لهذا ترى من عد للغناء معنيين: لغوي و عرفي قبل الشهيد (رحمه الله) و لا ترى بينهم معركة و نزاعاً مع اختلاف العبارات و تفاوت الكلمات بل و لا من نسب اليهم الخلاف في مفهومه مع كثرة ما اختلفوا فيه من القيود.

و السر في اختلاف كلماتهم هو أنه اذا تطابق العرف و اللغة في لفظ قالوا أنه معروف أو أشاروا اليه إشارة كقولهم (مد الصوت، رفع الصوت) و ذلك من


[1] الفيروزآبادي، القاموس المحيط، 4/ 372.

[2] ابن الأثير، النهاية في غريب الحديث، 3/ 391.

[3] المصدر نفسه، 3/ 391، و ما ورد فيه (تحسين القراءة و ترقيقها).

[4] الفيومي، المصباح المنير، 2/ 48.

اسم الکتاب : أحكام المتاجر المحرمة المؤلف : كاشف الغطاء، الشيخ مهدي    الجزء : 1  صفحة : 112
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست