و الحاصل: أنّ صاحب الحدائق (رحمه اللّه) لا يمنع عن المخالفة في مثل المائع و المرأة لكنّه لا من جهة كونه شبهة موضوعيّة بل من جهة كون الاختلاف فيه نوعيّا، كما أنّ منعه عنها [1] في مثل الدعاء و الصلوات ليس من جهة كونه شبهة حكميّة بل من جهة الاتّحاد فيه من جهة النوع.
تنبيه: و بعد ذلك كلّه هذا التفصيل منه (رحمه اللّه) ليس بتامّ، بل محلّ إشكال صغرى و كبرى.
أمّا الإشكال من جهة الكبرى فيقال: التفصيل المذكور [2] مبنيّ على فرض تعلّق الأمر في الواجبات الشرعيّة بنحو العامّ المجموعيّ، مع أنّ المسلّم عند الكلّ أنّه بنحو العامّ الاستغراقيّ؛ بمعنى أنّ قوله تعالى: «و اعملوا صالحا» [3] مثلا ينحلّ إلى أوامر عديدة مستقلّة الغير المرتبط بعضها ببعض- مثل أَقِيمُوا الصَّلاةَ وَ آتُوا الزَّكاةَ و كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيامُ-، و غيرها من الواجبات الأخر التي كلّ منها كان مصداقا للعمل الصالح، فإنّه بمجرّد ترك واحد منها- كالصلاة مثلا- لا تصدق عليه المخالفة و عدم الامتثال لجميع الأوامر، بل يصدق عليه مخالفة أمر واحد و عدم امتثال أمر واحد، كما هو شأن العامّ الاستغراقيّ [4] قبال العامّ المجموعيّ؛