ثمّ اعلم: أنّ التجرّي على أقسام [1]، يجمعها عدم المبالاة بالمعصية أو قلّتها.
أحدها: مجرّد القصد إلى المعصية.
ثانيها: القصد مع الاشتغال بمقدّماته.
و ثالثها: القصد مع التلبّس بما يعتقد كونه معصية.
و رابعها: التلبّس بما يحتمل كونه معصية رجاء لتحقّق المعصية به.
و خامسها: التلبّس به لعدم المبالاة بمصادفة الحرام.
و سادسها: التلبّس برجاء أن لا يكون معصية، و خوف أن يكون معصية.
أقسام التجرّي
[1] إشارة إلى تقريب الصور المتصوّرة للتجرّي خارجا و أوضح كلّها صاحب الأوثق (قدّس سرّه) فقال: «قد ذكر للتجرّي ستّة أقسام، الثلاثة الاول منها مندرجة متصاعدة، بمعنى كون اللاحق آكد من سابقه، و الثلاثة الأخيرة مندرجة متنازلة، على عكس ما ذكر ...» [1].
توضيح ذلك: أنّ الصورة الاولى من الصور الثلاث الاولى من التجرّي أخفّ من الثانية و هي أيضا أخفّ من الثالثة؛ مثلا يقصد المتجرّي تارة مجرّد المعصية بلا إقدام على شيء من مقدّماتها- كأن يقصد شرب الخمر فقط- و اخرى يقصده مع الإقدام على بعض مقدّماته كغرس الكرم، و ثالثة يقصد شرب الخمر و يقدّم خارجا على شرب المائع المقطوع خمريّته.