responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : النعيم المقيم لعترة النبأ العظيم المؤلف : الموصلي، شرف الدين    الجزء : 1  صفحة : 169

النعم، و حقق الفضل و الكرم، و اجتمع فيكم الكلم، و لكم الطاعة المفروضة، و المودة الواجبة. أتيتك يابن رسول اللّه معتقدا فيك، و محبا لمواليك، و معاديا لشانئيك، مستجيرا مما جنيت، مستغفرا مما جهلت و أخطأت، معتذرا عندك من التقصير، فبحق من أعطاك هذه المواهب، و من منحك هذه المناقب، إلّا ما شفعت لي إلى اللطيف الخبير، فإني البائس الفقير، المذنب الضعيف، المستجير الخائف، الذليل الهالك، الغريق الوجل، و ليس لي وجه أرفعه إلى اللّه، و لا عمل أعرضه بين يديه، و قد ضعفت قوتي، و انقطعت حيلتي، و خاب رجائي إلّا من شفاعتك».

و يدعو بدعاء الإمام علي (عليه السلام): «اللهم صل على محمد الموسوم بالشامة، المبعوث من تهامة، و على آل محمد أهل النجدة و الشجاعة، المخصوصين بغرائب الفضل و طرائف الكرامة، و ارحمني إذا انقطع من الدنيا أثري و خبري، و محي من الوجود ذكري و سري. إلهي قد كبر سني، و دق عظمي، و نال الدهر مني، و اقترب أجلي، و قل عملي، و ذهبت شهوتي، و بقيت تبعتي، و انقطعت حجتي، و لا عذر لي و أنا المقر بالتقصير.

إلهي إن كان صغر في جنب طاعتك عملي، فقد كبر في جنب رجائك أملي، و إن أوحشتني الذنوب عن محاسن لطفك، فقد آنسني مكارم عطفك، و قد جئتك ملهوفا ذليلا خاضعا، إلى بابك سائلا، و لو لا هدايتك لما اهتديت، و لولاك لما صمت و صليت، و لو لم تذقني حلاوة معرفتك لما أتيت، فإن أقعدني التخلف عن السبق مع الأبرار، فأنا مقيم بفضلك على مدارج الأخيار، و قد سمع العابدون بجزيل ثوابك فعملوا، و سمع المجرمون بكثير عفوك فطمعوا، و لو لا الغفلة عن جنابك لما شكوت عثراتي، و لو لا تفريطي لما سفحت عبراتي، و إن قل زادي في المسير و أجحف، فقد وصلته بذخائر ما [أعددته من فضل تعويلي عليك‌] فإن كنت لا ترحم إلّا المجدين في طاعتك، فإلى من يفزع المقصرون، و إن كان لا يفوز يوم الحشر إلّا المتقون، فبمن يستغيث المذنبون؟

اللهم ارحمنا إذا ضمّتنا لحودنا، و أضحينا مساكين في قبورنا، و أوجب لنا

اسم الکتاب : النعيم المقيم لعترة النبأ العظيم المؤلف : الموصلي، شرف الدين    الجزء : 1  صفحة : 169
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست