responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : النعيم المقيم لعترة النبأ العظيم المؤلف : الموصلي، شرف الدين    الجزء : 1  صفحة : 16

المنصور، المجاهد، بدر الدنيا و الدين، غياث الإسلام و المسلمين، ذي العدل السائر، و الفضل الباهي الباهر، و البر الموصوف، و البر المعروف، الملك العقيم، و الخير العميم، أبي الفضائل الملك الرحيم، جمع اللّه تعالى له من الفضائل ما فرق في الأواخر و الأوائل. فمناقبه للمناقب غرر، و أوصافه للأوصاف الشائعة الرائعة درر، و ما أخذ به نفسه النفيسة من إنشاء المشاهد، و المساجد، و المدارس، و المعابد إنشاء أوليا و معادا روحانيا، و مواصلة المشاهد المعظمة المكرمة المبجلة المباركة المتقبلة، فهو السلطان الذي عقمت النساء أن يلدن مثله، و عجز الفضلاء أن يحصوا فضله.

البحر دون نواله‌ * * * و كذى الغيوث الهاطلة

و له الفتوة و المروءة * * * و المعالي الفاضلة

جعل اللّه دولته منصورة الأعلام على الدوام، مجددة على تعاقب الليالي و الأيام، و بلغه في ذريته و ذويه غاية المحاب و المرام بمحمد و آله الطيبين الطاهرين الكرام، فأحببت أن أخدم خزانته الشريفة بمختصر لطيف الحجم، كثير العلم، عميم النفع، عظيم الوقع، و ضمّنته نخبة أذكار، و نبذ أفكار، و غوامض أسرار، استمددتها من علماء الأمصار، فكأنّ العبد قام عن مواليه بشكر ما أسداه، بصحة الفضل الذي توخاه و تولاه، و ما أحراه بذلك و ما أولاه.

إن ظن أن يحكي نداه الحيا * * * جهلا فلا و اخذه اللّه‌

لأن شكر المنعم واجب الوقوع، و الإقرار بحقوق النعم فرض مشروع، فجمعت المجاميع، و اطلعت على القول البليغ البديع، ثم لخصت من لبابها، و أتيت بالعنوان من كتّابها، من كتب ثقة مصنفها، مشهور بالصحة مؤلفها، فاتبعت قول من فضائله لا يحصرها عدّ، كل شي‌ء ليس عليه أمرنا فهو ردّ، و كان المحرك لعزمي الساكن، أياد به البادية بتلك الأماكن، و سلكت فيه مسلك الاختصار الخالص من الإسهاب و الإكثار، ليسهل رصعها في صحائف الخواطر، و يتيسر إيرادها على لسان الذاكر و الحاضر، لأنّه لا يعلم مطالعه إلّا مطالعه، و لا يرى مصابيحه إلّا مصاحبه، و قد سميته: (بالنعيم المقيم لعترة النبأ العظيم)، و بخزانة السلطان الملك الرحيم.

اسم الکتاب : النعيم المقيم لعترة النبأ العظيم المؤلف : الموصلي، شرف الدين    الجزء : 1  صفحة : 16
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست