اسم الکتاب : الموسوعة الكبرى عن فاطمة الزهراء(ع) المؤلف : الأنصاري الزنجاني، إسماعيل الجزء : 8 صفحة : 383
و استقرضا لرسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله) ثلاثة أقراص من شعير. فلما أفطر رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله) وضعاها بين يديه. [1] فجاء سائل فقال: يا أهل بيت النبوة و معدن الرسالة، إني مسكين، أطعموني مما رزقكم اللّه أطعمكم اللّه غدا من موائد الجنة. فقال النبي (صلّى اللّه عليه و آله): يا فاطمة، قد جاءك المسكين و له حنين؛ قم يا علي فأطعمه.
قال علي (عليه السلام): فأخذت قرصا فأطعمته و رجعت، و قد حبس رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله) يده عن تناول الطعام. فجاء الثاني فقال: يا أهل بيت النبوة و معدن الرسالة، إني يتيم، أطعموني مما رزقكم اللّه أطعمكم اللّه غدا على موائد الجنة. فقال النبي (صلّى اللّه عليه و آله) لفاطمة (عليها السلام): يا فاطمة، قد جاءك اليتيم و له حنين؛ قم يا علي فأطعمه. فأخذ علي (عليه السلام) قرصا فأطعمه. قال علي (عليه السلام):
فرجعت و قد حبس رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله) يده. فجاء الثالث فقال: يا أهل بيت النبوة و معدن الرسالة، إني أسير أطعموني مما رزقكم اللّه أطعمكم اللّه غدا على موائد الجنة، فإني أسير. فقال النبي (صلّى اللّه عليه و آله) لفاطمة (عليها السلام): يا فاطمة ابنة محمد، قد جاءك الأسير و له حنين؛ قم يا علي فأطعمه. قال علي (عليه السلام): فأخذت قرصا فأطعمته.
ثم قال علي (عليه السلام): فبتنا طاوين. فلما أصبحنا أصبحنا مجهودين؛ نزلت هذه الآية:
«وَ يُطْعِمُونَ الطَّعامَ عَلى حُبِّهِ مِسْكِيناً وَ يَتِيماً وَ أَسِيراً»[2]، إلى أن قال:
فانطلقنا إلى أبي الهيثم فدخلنا عليه. فقال: بأبي و أمي، ما جاء برسول اللّه و أصحابه؟! كنت أحب أن يأتيني رسول اللّه و أصحابه و عندي شيء ففرّقته على الجيران. فقال النبي (صلّى اللّه عليه و آله): أحسنت، أوصاني جبرئيل بالجار حتى خشيت أن يورثه.
ثم نظر النبي (صلّى اللّه عليه و آله) إلى نخلة في جانب الدار فقال: يا أبا الهيثم، أ تأذن لي فيها؟ قال: يا رسول اللّه، إنها نخلة فحل لم تحمل قط، شأنك و إياها. فقال النبي (عليه السلام): إن اللّه تبارك و تعالى جاعل فيها خيرا كثيرا. ثم قال النبي (صلّى اللّه عليه و آله) لعلي (عليه السلام): يا علي، ائتني بقدح ماء. فأتاه علي (عليه السلام) بقدح من ماء. فشربه النبي (صلّى اللّه عليه و آله)، ثم مجّه ثم رشّه على النخلة. فتدلّت أعذاقا من بسر و رطب ما شئنا.
[1]. هذا هو الظاهر، أي فلما أراد رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله) الإفطار وضعا- أي علي و فاطمة (عليهما السلام)- أقراص الشعير بين يديه ....