responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الموسوعة الكبرى عن فاطمة الزهراء(ع) المؤلف : الأنصاري الزنجاني، إسماعيل    الجزء : 8  صفحة : 310

و كذلك الفي‌ء، ما رضيه منه لنفسه و لنبيه (صلّى اللّه عليه و آله) رضيه لذي القربى، كما أجراهم في الغنيمة. فبدأ بنفسه جل جلاله ثم برسوله (صلّى اللّه عليه و آله) ثم بهم، و قرن سهمهم بسهم اللّه و سهم رسوله (صلّى اللّه عليه و آله).

و كذلك الطاعات، قال: «يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَ أَطِيعُوا الرَّسُولَ وَ أُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ». [1] فبدأ بنفسه ثم برسوله (صلّى اللّه عليه و آله) ثم بأهل بيته.

و كذلك آية الولاية: «إِنَّما وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَ رَسُولُهُ وَ الَّذِينَ آمَنُوا». [2] فجعل ولايتهم مع طاعة الرسول (صلّى اللّه عليه و آله) مقرونة بطاعته، كما جعل سهمهم مع سهم الرسول (صلّى اللّه عليه و آله) مقرونا بسهمه في الغنيمة و الفي‌ء. فتبارك اللّه و تعالى، ما أعظم نعمته على أهل هذا البيت.

فلما جاءت قصة الصدقة نزّه نفسه و نزّه رسوله (صلّى اللّه عليه و آله) و نزّه أهل بيته، فقال: «إِنَّمَا الصَّدَقاتُ لِلْفُقَراءِ وَ الْمَساكِينِ وَ الْعامِلِينَ عَلَيْها وَ الْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَ فِي الرِّقابِ وَ الْغارِمِينَ وَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَ ابْنِ السَّبِيلِ فَرِيضَةً مِنَ اللَّهِ». [3] فهل تجد في شي‌ء من ذلك؟ إنه جعل عز و جل سهما لنفسه أو لرسوله أو لذي القربى، لأنه لما نزّه نفسه عن الصدقة و نزّه رسوله (صلّى اللّه عليه و آله) نزّه أهل بيته؟ لا، بل حرّم عليهم، لأن الصدقة محرّمة على محمد (صلّى اللّه عليه و آله) و آله، و هي أوساخ أيدي الناس لا تحلّ لهم، لأنهم طهّروا من كل دنس و وسخ. فلما طهّرهم اللّه و اصطفاهم رضي لهم ما رضي لنفسه، و كره لهم ما كره لنفسه عز و جل؛ فهذه الثامنة.

و أما التاسعة، فنحن أهل الذكر الذين قال اللّه في محكم كتابه: «فَسْئَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ». [4] فقالت العلماء: إنما عنى بذلك اليهود و النصارى. فقال أبو الحسن (عليه السلام): سبحان اللّه! و هل يجوز ذلك؟ إذا يدعونا إلى دينهم و يقولون أنه أفضل من دين الإسلام! فقال المأمون: فهل عندك في ذلك شرح بخلاف ما قالوا يا أبا الحسن؟


[1]. سورة النساء: الآية 59.

[2]. سورة المائدة: الآية 55.

[3]. سورة التوبة: الآية 60.

[4]. سورة النحل: الآية 43، سورة الأنبياء: الآية 7.

اسم الکتاب : الموسوعة الكبرى عن فاطمة الزهراء(ع) المؤلف : الأنصاري الزنجاني، إسماعيل    الجزء : 8  صفحة : 310
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست