responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الموسوعة الكبرى عن فاطمة الزهراء(ع) المؤلف : الأنصاري الزنجاني، إسماعيل    الجزء : 8  صفحة : 309

محمد (صلّى اللّه عليه و آله)، لم يشك فيه أحد. قال أبو الحسن (عليه السلام): فإن اللّه أعطى محمدا (صلّى اللّه عليه و آله) و آل محمد من ذلك فضلا لا يبلغ أحد كنهه و وصفه إلا من عقله، و ذلك إن اللّه لم يسلّم على أحد إلا على الأنبياء؛ فقال تبارك و تعالى: «سَلامٌ عَلى‌ نُوحٍ فِي الْعالَمِينَ»، [1] و قال: «سَلامٌ عَلى‌ إِبْراهِيمَ» [2]، و قال: «سَلامٌ عَلى‌ مُوسى‌ وَ هارُونَ» [3]، و لم يقل: سلام على آل نوح و لم يقل سلام على آل موسى و لا آل إبراهيم، و قال: «سَلامٌ عَلى‌ إِلْ‌ياسِينَ» [4]، يعني آل محمد (صلّى اللّه عليه و آله).

فقال المأمون: قد علمت أن معدن النبوة شرح هذا و بيانه؛ فهذه السابعة.

و أما الثامنة، فقول اللّه عز و جل: «وَ اعْلَمُوا أَنَّما غَنِمْتُمْ مِنْ شَيْ‌ءٍ فَأَنَّ لِلَّهِ خُمُسَهُ وَ لِلرَّسُولِ وَ لِذِي الْقُرْبى‌». [5] فقرن سهم ذي القربى مع سهمه و سهم رسوله. فهذا فضل أيضا بين الآل و الأمة، لأن اللّه جعلهم في حيز و جعل الناس في حيز دون ذلك، و رضي لهم ما رضي لنفسه و اصطفاهم فيه.

فبدأ بنفسه ثم برسوله (صلّى اللّه عليه و آله) ثم بذي القربى بكل ما كان من الفي‌ء و الغنيمة و غير ذلك، مما رضيه جل و عز لنفسه و رضيه لهم. فقال و قوله الحق: «اعْلَمُوا أَنَّما غَنِمْتُمْ مِنْ شَيْ‌ءٍ فَأَنَّ لِلَّهِ خُمُسَهُ وَ لِلرَّسُولِ وَ لِذِي الْقُرْبى‌». فهذا تأكيد مؤكد و أثر قائم لهم إلى يوم القيامة، في كتاب اللّه الناطق الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه و لا من خلفه تنزيل من حكيم حميد.

و أما قوله: «وَ الْيَتامى‌ وَ الْمَساكِينِ»، فإن اليتيم إذا انقطع يتمه خرج من الغنائم و لم يكن له فيها نصيب، و كذلك المسكين إذا انقطع مسكنته لم يكن له نصيب من المغنم و لا يحل له أخذه، و سهم ذي القربى إلى يوم القيامة قائم لهم للغني و الفقير منهم، لأنه لا أحد أغني من اللّه عز و جل و لا من رسوله (صلّى اللّه عليه و آله). فجعل لنفسه معهما سهما و لرسوله (صلّى اللّه عليه و آله) سهما، فما رضيه لنفسه و لرسوله (صلّى اللّه عليه و آله) رضيه لهم.


[1]. سورة الصافات: الآية 79.

[2]. سورة الصافات: الآية 109.

[3]. سورة الصافات: الآية 120.

[4]. سورة الصافات: الآية 130.

[5]. سورة الأنفال: الآية: 41.

اسم الکتاب : الموسوعة الكبرى عن فاطمة الزهراء(ع) المؤلف : الأنصاري الزنجاني، إسماعيل    الجزء : 8  صفحة : 309
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست