اسم الکتاب : الموسوعة الكبرى عن فاطمة الزهراء(ع) المؤلف : الأنصاري الزنجاني، إسماعيل الجزء : 8 صفحة : 311
فقال: نعم، الذكر رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله) و نحن أهله، و ذلك بيّن كتاب اللّه عز و جل، حيث يقول في سورة الطلاق: «فَاتَّقُوا اللَّهَ يا أُولِي الْأَلْبابِ الَّذِينَ آمَنُوا قَدْ أَنْزَلَ اللَّهُ إِلَيْكُمْ ذِكْراً. رَسُولًا يَتْلُوا عَلَيْكُمْ آياتِ اللَّهِ مُبَيِّناتٍ». [1] فالذكر رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله) و نحن أهله؛ فهذه التاسعة.
و أما العاشرة، فقول اللّه عز و جل في آية التحريم: «حُرِّمَتْ عَلَيْكُمْ أُمَّهاتُكُمْ وَ بَناتُكُمْ وَ أَخَواتُكُمْ»[2]، الآية إلى آخرها. فأخبروني هل تصلح ابنتي و ابنة ابني و ما تناسل من صلبي لرسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله) أن يتزوّجها لو كان حيا؟
قالوا: لا. قال: فأخبروني هل كانت ابنة أحدكم تصلح له أن يتزوجها لو كان حيا؟
قالوا: بلى. قال: ففي هذا بيان لأني أنا من آله و لستم من آله، و لو كنتم من آله لحرّم عليه بناتكم كما حرّم عليه بناتي، لأني من آله و أنتم من أمته. فهذا فرق ما بين الآل و الأمة لأن الآل منه و الأمة إذا لم تكن من الآل، فليست منه؛ فهذه العاشرة.
و أما الحادي عشر، فقول اللّه عز و جل في سورة المؤمن حكاية عن قول رجل مؤمن من آل فرعون يكتم إيمانه: «أَ تَقْتُلُونَ رَجُلًا أَنْ يَقُولَ رَبِّيَ اللَّهُ وَ قَدْ جاءَكُمْ بِالْبَيِّناتِ مِنْ رَبِّكُمْ»[3] تمام الآية. فكان ابن خال فرعون فنسّبه إلى فرعون بنسبه و لم يضفه إليه بدينه.
و كذلك خصّصنا نحن، إذ كنا من آل رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله) بولادتنا منه و عمّمنا الناس بالدين.
فهذا فرق بين الآل و الأمة؛ فهذه الحادي عشر.
و أما الثاني عشر، قول اللّه عز و جل: «وَ أْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلاةِ وَ اصْطَبِرْ عَلَيْها». [4] فخصّنا اللّه بهذه الخصوصية أن أمرنا مع الأمة بإقامة الصلاة، ثم خصّنا من دون الأمة. فكان رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله) يجيء إلى باب علي و فاطمة (عليهما السلام) بعد نزول هذه الآية تسعة أشهر، كل يوم عند حضور كل صلاة خمس مرات فيقول: الصلاة رحمكم اللّه. و ما أكرم اللّه أحدا من ذراري الأنبياء بمثل هذه الكرامة التي أكرمنا بها و خصّنا من دون جميع أهل بيته بينهم.