responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : المقدمات والتنبيهات في شرح أصول الفقه المؤلف : الشهابي العاملي، محمود قانصو    الجزء : 1  صفحة : 227

و هذا نظير الصورة في المرآة، فإن الصورة موجودة بوجود المرآة، و الوجود الحقيقي للمرآة، و هذا الوجود نفسه ينسب إلى الصورة ثانيا، و بالعرض. فإذا نظر الناظر إلى الصورة في المرآة فإنما ينظر إليها بطريق المرآة بنظرة واحدة هي للصورة بالاستقلال و الأصالة و للمرآة بالآلية و التبع. فتكون المرآة كاللفظ ملحوظة تبعا للحاظ الصورة و فانية فيها فناء العنوان في المعنون.


تفصيلا هو هذا و لعل المصنف (ره) يريد أن يشير إلى ما ذكرنا.

ثم أن بعض عبارات المصنف تنافي ما ذكرنا. و لكن كل ذلك غير مهم بعد اتضاح المطلب و اتضاح أن نظره في بيان الاستحالة هو إلى الشي‌ء الذي ذكرناه و أن كان قد تخونه العبارة بسبب دقة المطلب.

خاتمة، حاصلها أنه هناك طريقه تجوّز استعمال اللفظ في أكثر من معنى. و هي في الحقيقة خارجة عن طريقه الاستعمال المألوفة للألفاظ و حاصل هذه الطريقة هي أن تنطق اللفظ دون أن تراه فانيا في أي معنى أي لا تراه أنه تعبير عن معنيين بل تنطقه دون أن تراه تعبيرا عن أي معنى ثم تطلب من السامع بواسطة قرينة سابقة أو لا حقة أن يفهم كل معاني اللفظ مثلا تنطق بلفظ (عين) و تنبه السامع أنك تريد منه أن يفهم جميع معاني اللفظ أو عدة معاني من معاني اللفظ.

ففي هذه الحالة تكون قد أخرجت اللفظ عن كونه من قسم الدوال الفانية بل جعلته بمنزلة اللافتات المنصوبة على الطريق أو الشارة المنصوبة على كتف الجندي.

و هذه الدوال لا مانع من أن تدل على ألف معنى. و ذلك لما عرفت من ان وجه الاستحالة هو كون الدال معبرا للمعنى الملحوظ باللحاظ التفصيلي فلا يمكن أن يكون معبرا عن معنيين تفصيليين ملحوظين في آن واحد. و هذا هو سر الاستحالة.

و من هنا فإذا فصلت بين اللفظ الذي تلفظ به و بين المعنى. بأن تجعل اللفظ بمنزلة اللافتة التي يمكنك أن تحملها بيدك مع أنك في ذهنك تفكر

اسم الکتاب : المقدمات والتنبيهات في شرح أصول الفقه المؤلف : الشهابي العاملي، محمود قانصو    الجزء : 1  صفحة : 227
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست