responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : المقدمات والتنبيهات في شرح أصول الفقه المؤلف : الشهابي العاملي، محمود قانصو    الجزء : 1  صفحة : 224

استمعت إلى من يتكلم فإن كل كلمة ينطق بها تكون قد التفتّ إليها تفصيليا و لكن لما كانت تختفي بسرعة و يأتي عقبيها كلمة أخرى كان اللحاظ المتعلق بتلك الكلمة مختفيا بسرعة باختفائها السريع.

و الحاصل أن مرادنا من ذكر هذه الأمثلة توضيح أن لحاظ المعاني لحاظ تفصيلي متصرم الوجود.

نعم لا ينبغي لك أن تخلط بين لحاظ فعل التلفظ باللسان و بين لحاظ المعنى في الذهن فإنك حينما تتكلم يجتمع عندك فعلان في آن واحد الأول لحاظ المعنى الثاني لحاظ اللسان الذي ينطق الألفاظ و من الواضح أن هذين اللحاظين يستحيل كونهما تفصيليين. فيستحيل عليك أن تلحظ التلفظ في آن لحاظ المعنى مع كون اللحاظين تفصيليين فلا جرم تكون مضطرا إلى لحاظ المهم عندك من المعنى أو اللفظ و هو المعنى فتلاحظه تفصيليا و يكون لحاظك للتلفظ غير تفصيلي.

نعم في بعض الأحوال يكون اللحاظ التفصيلي متوجها إلى اللفظ فيكون المعنى غير ملحوظ أصلا حين لحاظ اللفظ و إن كان قد لوحظ قبل لحاظ اللفظ.

و الحاصل أن المعنى يكون ملحوظا تفصيلا. حين لحاظ اللفظ تلقائيا.

أو غير ملحوظ أصلا حين لحاظ اللفظ تفصيلا. و الحاكم فيما ذكرناه هو الوجدان و يمكن تعليله بتعليل لا نذكره و يمكن فهمه من المقدمة الآتية.

و مما ذكرناه ظهر لك أنه لا ينبغي لك أن تعترض علينا بما نراه كثيرا من السهو في الكلام أو النطق غفلة مع عدم الإرادة التفصيلية فإن الاعتراض في هذه الموارد ناشئ عن الغلط بين لحاظ الصورة الذهنية و بين لحاظ الفعل اللساني ففي حالات السهو و الغفلة و فلتات اللسان كان الشي‌ء الغير الملحوظ تفصيلا هو فعل اللسان لا المعنى و الصورة الذهنيّة فإنها ملحوظة تفصيلا حتى في تلك الأحيان.

المقدمة التاسعة إنا بعد مراجعة أوجه اللحاظات التلقائية وجدنا كلها

اسم الکتاب : المقدمات والتنبيهات في شرح أصول الفقه المؤلف : الشهابي العاملي، محمود قانصو    الجزء : 1  صفحة : 224
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست