responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : المقدمات والتنبيهات في شرح أصول الفقه المؤلف : الشهابي العاملي، محمود قانصو    الجزء : 1  صفحة : 223

يكن ناصب هذه الدوال ملتفتا إلى فعله بما هو فعل و إنما كان نظره إلى ما في ذهنه أولا و بالذات و إنما كان الفعل أو اللفظ تعبيرا عما في الذهن من الصور الذهنية.

الثاني أن استعمال الألفاظ هو من قبيل الدوال الملحوظة فانية في المعنى أي يكون الملحوظ حال نصبها هو المعنى.

و هنا نريد أن نسأل هل لحاظ المعنى حال استعمال الألفاظ هو لحاظ تفصيلي أم هو لحاظ تلقائي غير تفصيلي.

و بعبارة أوضح لا ريب أنه يمكن لحاظ المعنى حال الاستعمال لحاظا تفصيليا و إنما السؤال ألا يمكن للإنسان أن يلحظ المعنى لحاظا تلقائيا دون أن يلتفت إليه تفصيلا فيصير لحاظ المعنى حال النطق كلحاظ السير.

و جواب هذا السؤال هو عمدة البحث لأننا إذا قلنا أن لحاظ المعنى ليس تفصيليا يصبح واضحا أنه يمكن اجتماع لحاظين للمعنيين في آن واحد لما عرفت من جواز اجتماع اللحاظين غير التفصيلين و أما إذا قلنا أن لحاظ المعنى هو لحاظ تفصيلي فقط يصبح واضحا أنه يستحيل اجتماع لحاظين للمعنيين في آن واحد.

و الجواب هنا يحتاج إلى أن يكون المجيب منصفا متأملا ضرورة أن الكلام له حالات فبعض الأحيان لا يتكلم المتكلم إلّا عن تأمل فيكون لحاظ المعنى واضح التفصيلية و تارة يتكلم نائما فيكون لحاظ المعنى واضح التلقائية و بين هذين الفرضين حالات شتى.

فنقول في الجواب إن الحق الذي لا يعتريه الريب عندي و إن كان قد ينكره البعض هو أن الإنسان الواعي غير النائم عند ما يلحظ المعنى لا يكون لحاظه له إلا لحاظا تفصيليا غايته أنه لحاظ سريع الوجود و الاختفاء و ذلك كما لو نظرت إلى إنسان يحرك يده بسرعة فإنك ملتفت تفصيليا إلى جميع حركاته حتى لو كانت تتحقق و تختفي بسرعة فكان لحاظ كل حركة لحاظا تفصيليا يوجد و يختفي بسرعة تبعا لاختفاء الملحوظ بسرعة و هكذا لو

اسم الکتاب : المقدمات والتنبيهات في شرح أصول الفقه المؤلف : الشهابي العاملي، محمود قانصو    الجزء : 1  صفحة : 223
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست