و إن عادوا فقرروا أن المتفق مع المقاصد التأسيسية لهذا العلم إنما هو المعنى الأول‌ [1].

و أما ثاني اللفظين من التركيب الإضافي فهو الفقه، و قد انحصر لغة بين معنيين يدور بينهما [2]، فأرجحهما الفهم، و هو اختيار الآمدي‌ [3] و صوّبه الأسنوي‌ [4]، و نحا إليه الأصفهاني‌ [5]، غير أن أبا إسحاق الشيرازي خصه بفهم الأشياء الدقيقة [6]، و وسع الرازي إطلاقه فجعله: فهم غرض المتكلم من كلامه‌ [7].

و الآخر من المعنيين اللذين استقر عليهما النظر اللغوي: العلم، غير أن الأول هو المختار، و هو الذي تتوافق معه المصنفات اللغوية [8].

[1] إرشاد الفحول، للشوكاني (1/ 57).

[2] لسان العرب، لابن منظور (13/ 522).

[3] الإحكام في أصول الأحكام، للآمدي (1/ 6).

[4] نهاية السئول للإسنوي (1/ 10).

[5] بيان المختصر، للأصفهاني (1/ 17) و الأصفهاني هو: محمود بن جمال الدين، أبو القاسم عبد الرحمن بن مجد الدين أحمد بن أبى بكر، فقيه شافعي أصولي مفسر متكلم صوفي منطقي نحوي عروضي أديب، سمع من البندنيجي، من مصنفاته شرح مطالع الأنوار للأرموي، و تشييد القواعد في شرح تجريد العقائد للطوسي، توفي عام 749 ه (انظر طبقات الشافعية للإسنوي 1/ 172، الفتح المبين للمراغي 2/ 158).

[6] شرح اللمع في أصول الفقه، للشيرازي (1/ 157).

[7] المحصول في علم الأصول، للرازي (1/ 78).

[8] الصحاح، للجوهري (6/ 2243).